أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام الصفدي: حكومة جعفر حسان تقدم بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل حريق سوق البالة "كبير جدًا" والأضرار تُقدّر بـ700 ألف دينار الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الازمة الاوكرانية تقود أسعار النفط تجاه ارتفاع أسبوعي الصفدي: عرضنا على العمل الإسلامي موقعًا بالمكتب الدائم إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد بريطانيا: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر للمملكة المتحدة الداوود يستقيل من تدريب فريق شباب العقبة انخفاض الرقم القياسي لأسعار أسهم بورصة عمّان مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات. وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام من يتحمل المسؤولية ؟

من يتحمل المسؤولية ؟

23-01-2010 12:38 PM


إن أجلُ الفضائل هو العلم .. وأعز ما يتحلى به الإنسان.. لأنه أساس الحضارة البشرية.. ومصدر أمجاد الأمم.. وعنوان سموها وتفوقها .. ورائدها إلى السعادة الأبدية.. وهو شرف الدارين.. وأن الأمم لا تنهض إلا يه.. ومن يسلك طريق يلتمس فيه العلم يسهل الله طريقه إلى الجنة .. وإذا كانت الدول المتقدمة تعطى للعلم الأولوية القصوى.. فما بالنا بأهمية ناقل هذا العلم..؟!
لنعد لبرهة إلى وقتٍ كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أوجها .. والتي فاز على أثرها الرئيس الحالي أوباما .. وأصبح رئيساً لسيدة العالم ( الولايات المتحدة الأمريكية) .. فلقد تأملت كثيرا آخر مناظرة تلفزيونية بينه وبين منافسه للرئاسة ماكين .. فعند سؤالهما عن سبب تراجع مستوى التعليم في المدارس الأمريكية .. كانا متفقين كل الاتفاق .. على أن ذلك خطر يهدد الأمن القومي .. وطرح كل منهما الحلول التي قد تعمل على النهوض بالعملية التعليمية يشكل مباشر وسريع .. إذ كان طرحهما طرحا متقارباً ومعقولاً يلبي طموحات وحاجات وآمال المجتمع التربوي الأمريكي .

وما يلفت النظر والاستغراب إنهما أقرا بأن أكثر المدارس حصولا على الدعم المادي هي أكثر المدارس تراجعا في مستوى طلابها.. وعرضا أهم الحلول والعلاجات التي كان لها المساحة الكبيرة في مناظرتهما .. فلقد استحوذ على تفكيرهما ضرورات تربوية مهمة يحتاجها النظام التعليمي الأمريكي .. لعل أهمها دون أدنى شك الاهتمام بالمعلم و عملية إعداد المعلمين .. ودمجهم ببرامج تدريبية قبل وأثناء الخدمة ليتحملوا مسؤولياتهم كاملة تجاه بناء الفرد الفاعل في التطور والبناء.. ووضع الحوافز للمميزين منهم .. لدرجة أن الرئيس اوباما كان طرحة متشدداً فيما يتعلق بإعادة تقييم المعلمين لمعرفة المناسبين للاستمرار في عملية التعليم .. حيث نوّه على ضرورة رفع رواتب المعلمين .. وسرعة إبعاد السيئين منهم _على حد تعبيره_ .
ما استوقفني هنا..ولست بصدد المقارنة بين ميزانية التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية وميزانية التعليم في الأردن .. فبلا شك أن ميزانية التعليم لدينا تستحوذ على جزء لا بأس به من الميزانية الإجمالية للدولة.. ولكني استغرب مع حجم هذه الميزانية التي تقدر بالملايين .. إلا أننا ما زلنا نرى المدارس المستأجرة والنقص في بعض الكوادر التعليمية.

ولن اخرج عن محور حديثي الذي عنونت مقالتي به .. في محاولة لبحث وتشخيص الأسباب التي وقفت خلف التراجع الكبير في المستوى التعليمي لشريحة كبيرة من أبنائنا الطلبة .. فالأمر يحتاج إلى نظرة عن قرب لمستوياتهم التحصيلية .. وخاصة في الجوانب الأكاديمية .. لنضع يدنا على الجرح ..علنا نتمكن من إيجاد العلاج الذي يمكننا من إيجاد الحلول الناجعة بكل جرأة وموضوعية.
فهل أن الخلل يتعلق بالجانب الأكاديمي للمعلم ؟ أم الأمر يتعلق بالطالب نفسه أم أن هناك مجموعة من الأسباب التي آلت إليها ظروف مدارسنا .. أهمها يعزى إلى أمور مفصلية في العملية التعليمة .. فمن الأهمية بمكان تشخيصها وتداركها .. علنا نتيقن أن من أهم أسبابها هو عدم تشاركيه الجميع في تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الفئة التي ستتحمل ما فيه مصلحة ومستقبل الأجيال القادمة ؟ فمن هنا يجب أن نتفق على أن المسؤولية ليست مناطةً بوزارة التربية والتعليم بكوادرها التدريسية والإدارية .. بل إن البيت والمجتمع و المؤسسات والهيئات تلعب دورا بارزاً في الوصول إلى تربية متوازنة في زمن دائم التغيير والتطور.
ولا بد لنا من بحث معمق لما يستدعي وبدون ادني شك فرز الخلل وتأمل الأسباب .. فلا أعتقد أن هناك أي تقصير في مجال تطوير المدارس من النواحي التقنية .. من معدات تعليمية في شتى المجالات .. ولعل المتتبع لسياسات وزارة التربية والتعليم والمتعلقة منها بتطوير التعليم سيجد اهتماماً ملحوظاً في هذا الجانب والتي يمكن من خلالها تمويل البرامج التعليمية المتطورة للمدارس أو التخطيط للمشاريع التعليمية العالية المستوى .

ولعل البرامج التي تنفذها الوزارة والتي تستهدف من خلالها الاهتمام بصقل المعلمين وجعلهم على مستوى عالٍ من الأداء الوظيفي والمهني والتعليمي لهو دليل على جديتها في المضي قدما لمواكبة روح العصر ولكن !! ومن منظور تربوي خالص فإني أعتقد أن هناك ضرورة حتمية ملحة لإخضاع المعلمين لاختبارات عالية ومتكررة للتأكد من مستواهم التعليمي والأكاديمي قبل السماح لهم بمزاولة المهنة .

ولعلي رصدت سبباً ذا بعد جوهري يتعلق بالمعلمين أنفسهم وبنسب مرتفعة .. ألا وهو وبكل أسف .. فقدان الرغبة بممارسة مهنة التعليم لان البعض منهم يعمل لكي يؤمن دخلاً مادياً .. ولا يعمل لأنه يحب مهنته .. وخاصة أن عائدها المادي منخفض إذا ما قورن بمستوى المعيشة المرتفع.. مما يضطره للبحث بالمقابل عن عمل آخر يسدد سقم عيشه ومتطلباته الأسرية .. بل إن البعض يخفض مستوى جهده المهني لان المقابل لا يستحق جهدا اكبر .. وينسى الهدف الأسمى للمربي وهو العطاء دون انتظار المقابل .. وطبعا هذا لا ينطبق على الجميع !!
فعندما يتبع بعض المعلمين دون تعميم .. أساليب تربوية ملتوية لا تنم عن أدنى قيم العطاء التربوي وتتمثل بتخفيض نسبة أدائه المهني مما يسبب تراجع في مستوى الطلبة .. فمن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة ؟ .. وبالتالي يأتي الاقتراح الذي يعتبر منقذاً لأبنائنا إلا وهو الدروس الخصوصية.

علاوة على ذلك.. لا بد من الإشارة إلى ظاهرة انتشار المعلمين (الأشباح) الذين يتهربون من مهمة التدريس لأسباب عدة كالتظاهر بالأمراض .. و الاستفادة من العلاقات الحميمة المبرمة مع المسؤولين .. واستفحال ظاهرة الغياب الغير مبرر .. وإرغام الإدارة على قبول مطالبهم .. ونهج سياسة التفييض المقنع… مما يتسبب في عدم تتحقق المردودية التعليمية والجودة التربوية المرجوة بغياب الفاعلين التربويين الأساسيين .
فعن أبي عبد الله ? قال: \"قال رسول الله (ص): يجيء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو كالجبال الرواسي. فيقول: يا رب أنَّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علَّمته الناس، يعمل به من بعدك\".

أتساءل هنا !! هل المشكلة تكمن في تراجع مكانة المعلم ؟... وان تطوير أدائه والارتقاء به يعتبر الخطوة الأساسية نحو إحداث التغيرات المأمولة في العملية التعليمية ؟ .. بحيث يجب إيجاد برامج متكاملة لإعادة المعلم إلى سابق عهده من خلال دعمه مادياً ومعنوياً عبر مجموعة من الأفكار والمقترحات اللازمة في هذا الشأن .. والتي ستعمل بدورها على تقدير مكانة المعلمين من خلال تحويل مهنتهم ا إلى مهنة جاذبة وليست مهنة طاردة !!!
وليس هناك أي شك أن المنظومة التعليمية الأردنية قادرة على التعاطي مع مستجدات الثورة الإعلامية والرقمية..ولكن هناك غياب للتكوين المستمر والفعلي والجدّي للمعلمين والقائمين على الإدارات المدرسية.. و لا ننكر أن وزارة التربية تعيين المعلمين بدون تأهيلهم تأهيلا بيداغوجيا وديداكتيكيا.. أو قد تكونهم تكوينا سريعا لا يحقق النجاعة الحقيقية.. ولا يعطي الثمار المرجوة داخل غرفة الصف .. و عدم تجديد وسائل العمل الديداكتيكي والبيداغوجي داخل الفضاء المدرسي .. ليبقى يراوح مكانه.. إضافة إلى عدم تطبيق المعلم للإستراتيجيات التعليمية التي تقتضيها المواقف التعليمية المختلفة في التعليم مما يسبب صعوبة في إيصال المعلومة وإبقاء المتلقي يراوح مكانه مترنحا من زخم المعلومات.
هل نطالب بوجود إستراتيجية بعيدة المدى وحقيقية لتنفيذ مشروعات إصلاحية فعلية بعيدة عن الفساد والمحسوبية إذا لم يكن هناك متابعة مستمرة وتقييم فعال للتنفيذ ؟ .
أم نطالب بوضع اختبارات وأسس لاختيار المعلمين ؟ ولكننا نيأس من جدوى ذلك خاصة إذا كان من يجري هذه الاختبارات والاختيار ليس على قدر من المسؤولية!! فكيف له اختيار ذوي الكفاءات العالية والتحصيل العلمي الممتاز.

والحقيقة أننا لا نلام إذا أصابنا اليأس من البحث عن حلول فلا نريد أن تكون مؤسساتنا التربوية مؤسسات إعلامية أو دعائية أكثر منها جهة مسؤوله تهتم بتطوير التعليم خاصة مع رؤيتنا لتحقيق إنجازات متطورة مواكبةً لروح العصرنه .
أنا أعي تماماً أن المقارنة بيننا وبين الولايات المتحدة في التعليم مقارنة موجعة ولا أقول غير عادلة فنحن لا ينقصنا الإمكانيات ولا ينقصنا توفر كوادر تعليمية مؤهلة ولكن تبقى الإرادة الفعالة ومعرفة الأسباب الحقيقية لتدني مستوى أبناؤنا ..ويبقى الأمل الوحيد هو التعديل لمسيرة التعليم بشكل كامل وجذري نحو رؤى تحاكي واقعنا التربوي وتنظر إلى المعلم بعين من المسؤولية والجدية نحو منحه حقه في الحياة .

فليعذرني زملائي فما أردت سوى الوقوف على أعتاب بعض ما نعانيه جميعا
فكل الحب إلى كل يد مخلصة تأبى إلا العطاء ارضاءاً لله عز وجل ... أعاننا الله على تحمل المسؤولية ..
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع