الكاتب : فيصل تايه
مهما تكن التحديات التي تواجهنا.. فسيبقى المواطن الأردني ثروتنا الحقيقية .. وخيارنا الأبدي نحو مستقبل مشرق واعد لأجيالنا القادمة .. فهو مكسبنا الأفضل من أي خيار .. وهو رهاننا ضد أولئك الذين يراهنون على وحدتنا وتماسكنا في زمن أصبح فيه وعي الأردنيين وفكرهم الراقي هو الصورة المشرقة لكياننا الحضاري .. ليكتوِ كل الحاقدين المارقين الذين لا هدف لهم إلا إشعال نار الفتنة بين الأخوة والأشقاء.
فنحن نرى ويرى كل الوطنيين من حولنا في الأردن أصل للعروبة ومكسباً للأمة.. التي تعتبر الأردن بوابة المدد والفتح إلى الهداية والصلاح .. لذلك فإن مكسبنا هو وحدتنا وتلاحمنا التي هي صيرورة حتمية نسعى إلى الحفاظ عليها وإن النكوص أو التراجع عنها يعد خيانة كبرى .
إن ضرورة تلاحمنا اليوم .. يفتك بكل من تخول له نفسه مس وحدتنا الوطنية .. فمهما يكن من أمر .. فنحن شعب لا نخضع لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك .. فإيماننا عميق متجذر بمبادئ الايدولوجية الإنسانية العظيمة المتمثلة بفكر الثورة العربية الكبرى التي جعلت من الأردن أنموذجا مصغراً للوحدة العربية .. مجسدين هذا الفكر على أرض الواقع مقتسمين لقمة العيش معتصمين بحبل الله القوي المنيع ومتعاهدين على المضي قدماً في بناء الأردن .. وطن الجميع .. كخيار حتمي .. يعلي الهامات .. ويخفق الرايات وتسمو به المواطنة الحقّة .. ولعل تأكيدات صاحب الجلالة الهاشمية النقية في مختلف المحافل والتي تشير على ذلك .. لهي رسالة واضحة لتؤكد للجميع أن خيارنا الأبدي هو وحدتنا الوطنية ومن يمسها فهو عدو الأردن والأردنيين إلى يوم يبعثون .
نعم إن وحدتنا الوطنية مكسبٌ حتمي رغم انف الحاقدين .. فهي جزء من كياننا .. وهي منجزٌ تأريخي برغم من كل التحولات الإقليمية والدولية .. فنحن من نتحمل أعباء بعضنا البعض .. ولا يمكن لأي وطني يعربي شريف أن يسمح بتلويث هذا المنجز من أيٍّ كان .. أو يسمح بأن يُحدِثَ أيٌّ كان صدعاً في هذا الجدار الشامخ والسد المنيع الذي أكرمنا الله تعالى به .
هذا المنجز العظيم نحمل جميعاً أمانة الحفاظ عليه من كل ما يمكن أن يحرفه عن مساره الصحيح .. بل إن كل الأردنيين عامةً يعون قيمة هذا التلاحم المصيري .. الذي سيبقى ابد الدهر مفخرة لجميع الخبيرين الشرفاء وأنموذجا يقتدى به في كل المحافل التي ترقى إلى أسلوب حياة حضاري عصري مفعم بالأمل والمستقبل المشرق.
نحن كأردنيين من شتى المنابت والأصول ومن مختلف الألوان والمشارب والمنابع مطالبون اليوم أن نتصدى لكل من هو غوغائيٌّ رأى في تماسكنا مغرماً ، فرفع شعارات الفرقة وأعلام التشطير وأيقظ الفتنة وأشعل الحقد والضغينة ودعا بدعوة الجاهلية وارتمى في أحضان الحاقدين يتآمر معهم على وحدة وطنه وعزة أمته ، وهو إلى جانب ذلك لا يجد غضاضة في تخريب منجزات وطنية بناها الأردنيون الشرفاء بعرقهم وسواعدهم وجهدهم ..
فمن أعماق قلوب الشرفاء في أردن الخير نقول : توقفوا أيها المتآمرون على وحدتنا الوطنية .. فالوحدة أغلى منكم جميعاً، وأنتم سوف تذهبون جميعاً إلى حيثُ لا يذكركم تأريخ .. ولتذهب ريحكم إلى جهنم .. وستبقى وحدتنا وتماسكنا وتعاضدنا والتفافنا حول قيادتنا (بإذن ربها) شامخةً باسقةً كأي شجرةٍ طيبةٍ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .. والله يحرسها من كيدكم ويحفظها من تآمركم ويرد عنها شركم .
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com
الموقع الخاص بالكاتب : http://sites.google.com/site/faisaltayeh/home