بقلم محمد سلمان القضاة - لا أحد يريد للفساد أن ينتشر والكل يُجمع على ضرورة استئصاله من جذروه، فالفساد ينذر بانهيار الدول وبتأخر الأمم عبر التاريخ.
بيد أن الفساد منتشر هنا وهناك في أنحاء العالم، بنسب متفاوتة، وهو يكون مخفيا كلما كانت الحالة الاقتصادية للأمة أو الدولة جيدة، فقليلون الذين يلاحظون فقدان القافلة الطويلة لإحدى نوقها أو أحد جِمالها، أو يلمحون نقصان بركة الماء لحفنة من هنا أو اثنتين من هناك.
ونود أن نعلن مسبقا أن كلامنا هذا ليس "للتسحيج" أو المنافقة، بل هو لإنصاف حال الوطن، المملكة الأردنية الهاشمية، التي تتعرض لقصف إعلامي وتشويه متعمد ومقصود ومرصود منذ سنوات.
فلا بد أن ما وضع نظارته على عينيه قد شاهد ولا يزال الكم الهائل من جلد الذات الذي يتعرض له الأردن، جَلد على الصغيرة والكبيرة، وكأن الكل صاروا أتقياء وأولياء وأنبياء، ولا يأتيهم الإلهام سوى للضرب بجسم الوطن الطاهر تحت الحزام.
ألا تلاحظون أن وسائل إعلام وكتاب مغمورين ما انفكوا يسيئون للأردن منذ سنوات، وهم لا يبقون على شاردة أو واردة فيها نقيصة إلا وألصقوها بناحية من نواحي الوطن، حتى أنهم أثقلوا كاهل الوطن وشككوا بمقدراته وأسهموا في محاولة إغراقه بكل السوء الذي في الدنيا.
فإلى متى تبقى بعض الأقلام المأجورة بسعر بخس هذه، أو بعض الأبواق التي ديدنها حب الظهور، مستمرة في النخر في أركان الوطن الذي يتحمل الكثير!
نقول لهذه الشرائح ولمن يقف وراءها على المستويين الداخلي والخارجي أن لقد آن الأوان لأن تستيقظوا وتتوقفوا، ونقول لهم جميعا أن يعلموا أن الأردنيين لا يخونون العهود مع أنفسهم أو غيرهم، ولكن الحذاري الحذاري، قبل أن يطفح الكيل.
فما أن يتصفح المرء بعض المواقع الإلكترونية أو يتنقل بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أو يدير الريموت على محطة مغمورة هنا أو هناك، حتى يتفاجأ بنفر نكرة يجلد بالوطن الأردني، ناسه وشعبه وحكومته وقيادته ومواقفه، والأدهى أن الأردن لا يزال يتسامح مع كل هذه الانتهاكات التي يصر عليها البعض، انتهاكات لأبسط قواعد الأخلاق والإنسانية والمهنية الإعلامية، وبعضها انتهاكات لعهود حُسن الجوار والصداقة وآداب الضيافة.
لكل هؤلاء، قريبهم وغريبهم، نقول أن كفاكم، ونقول أن اعلموا أننا في الأردن سنبقى على قلب رجل واحد، ونبقى نجذّف جميعنا، حتى تبقى سفينة الوطن في مرسى الأمان.
فالهاشميون عندما تعاهد أجدادنا وأجدادهم على بناء هذا الوطن الغالي والحفاظ على مقدراته، تعاهدوا على مبادئ الوفاء ومبادئ الاحترام والتقدير المتبادلين، ونحن جميعنا بعون الله على العهد ماضون، من العقبة إلى الرمثا إلى المفرق والأغوار وعمان وإربد والبارحة وعين جنا وعنجرة وعجلون، ماضون على العهد في كل محافظة ومدينة وقرية ومخيم وحقل وميدان.