ما من احد في هذا الزمان يستطيع أن ينكر فظل ألنت ومدى أهميته ودوره في
الحياة بكل أشكالها وفي شتى المجالات ودورة المتعاظم في خدمة وتلبه حاجات
الإنسان في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي والتواصل بين أصقاع المعمورة .
فالكل أصبح بحاجة إلى هذه النعمة والنقمة معا\" ، فهي نعمة كبقية
الاختراعات والمبتكرات العلمية ، والتي عمل عليها أصحابها لخدمة البشرية
ومنفعة الإنسان .
وليس اقلها نعمة الشبكة ألعنكبوتيه أو ما بات يسمى بعصر ألنت ، كواحدة من
أهم ما توصل إلية الإنسان للربط بين الأمم والشعوب ، كوسيلة اتصال وتواصل
بين الناس ، من خلال الكلمة والصوت والصورة ، وهي المرجع والينبوع الذي
يرد إلية الباحثون وطلاب العلم والدارسين ، كما أن ألنت اليوم ، والذي
أصبح احد أهم وسائل تلقي الأخبار ، حتى بات رواده في هذا المجال يزيدون
يوما\" بعد يوم عن مشاهدي التلفاز ، وحتى قراءة الصحف الورقية ، فلم يعد
من مجال لكل مشكك ، بأن أعداد القراء للصحف الالكترونية هم في ازدياد
مضطرد ، بل يفوقون أضعاف أضعاف قراء الصحف الورقية ، وهذا يجعل من هذه
الوسيلة العصرية أهمية بالغة ويجب أن تعطى ما تستحق من الاهتمام وعدم
الاستهتار بها أو محاولة التقليل من أهميتها كوسيلة إعلامية عصرية ، أصبحت
واقعاً شئنا أم أبينا ، ويجب أن نتعامل معها بما تستحق من الأهمية كحقيقة
ماثلة للوجود ..
من واقع هذه الأهمية ، يبرز لكل من يبحر في هذا العالم الواسع ، بل المحيط
المترامي الأطراف ، ما أسميتهم بخفافيش ألنت ، وهؤلاء هم بشر ومصنفون
آدميون ولكنهم نوع رديء من البشر حيث يتواجدون على إطراف هذا المحيط
الواسع الغير متناهي يعيثون فسادا\" وإفسادا\" هنا وهناك فيرمون في كل
مجرى ما يعيقه ويسده ويؤدي إلى عرقلة سير الأشياء فيه ، ويحذفون في كل بئر
حصاه لا لشيء ، إلا للتنفيس عن غرائز باتت مكبوتة بفعل عدم المقدرة على
فعل شيء نافع او تقديم ما يمكن أن يستفيد الآخرين منة ، و في أحيان كثر
لبث الأحقاد هنا وهناك أو تنفيذ عمليات حربية بأقنعة مختلفة فيفعلون فعل
العقارب أو الأفاعي تخرج من جحورها فتلدغ و تلسع وتعود إلى تلك الجحور
لتحتمي بها خوفا\" من الضحية الذي هاجمته على حين غره بعد أن دست السم
غيلة وخلسة . وأخص هنا ما عنيتهم وقصدتهم بهذا ، ممن يرتادون الصحف او
المواقع الإخبارية الالكترونية والمتخصصة بنقل الأخبار وتنشر المقالة
والتحليل والخبر الصحفي للناس حول ما يهم البشرية من أمور حياتهم ومعاشهم
اليومي وما أن تذهب إلى مقالة لكاتب يريد فيها قول حقيقة أو رأي أو إسداء
نصيحة أو ينقل وجه نظر شريحة من الناس بذلك الأمر ليضعه أمام صاحب القرار
حتى تجد هذه الخفافيش الالكترونية تتوارد على تلك المقالة او الكاتب
باللسع واللدغ من حيث يدري ولا يدري فيسبون ويلعنون ويشتمون ويبثون أحقاد
ويرمون الناس بما ليس فيهم وليتهم علموا هؤلاء أن الأسود لا تقتل إلا غيلة
وغدراً ..
ربي احمنا من تلك الخفافيش الالكترونية ...عصام البطوش