هاني العموش
ما حدث مؤسف حقاً .... ودائماً نقول هكذا ... آن الأوان أن نسمي الاشياء بمسمياتها ، فشغب الملاعب موجود في كل بقاع الدنيا وظواهر العنف التي تصحب هذا الشغب ظاهرة قديمة .. . مهلاً .. الهوينى أبناء الوطن والكتاب الأعزاء ، لا تحملوا الأمر أكثر مما يحتمل ، ولا تخرجوه عن سياقه ، فهو شغب رياضي وظاهرة عالمية بل وفيروس انجليزي، ونحب أن نذكر أن مثل ما حدث عندنا حدث في أماكن متفرقة، ففي عام 1985 أدت حوادث الشغب إلى مصرع 39 شخصاً في واحدة من أكثر أحداث الشغب مأساوية في تاريخ كرة القدم ؛عندما قام الجمهور الانجليزي بالتعدي على الجمهور الإيطالي في مباراة بين ليفربول الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي باستاد هيسلي ببلجيكا، وكذلك ما حدث من مقتل 300 وجرح 500 في مباراة بين الأرجنتين وبيرو عام 94 وفي عام2000حادثة أكرا ،وفي مباراة بين يوغسلافيا وسويسرا عام 2001 ، وكثير من المباريات وبدرجات أقل في مصر بين الزمالك وفريق غزل المحلة ،ومباراة الجزائر ومصر التي أدت الى توتر سياسي والكثير من المباريات الرياضية الأخرى.
إن ما هو جديد هو العنف الذي يتعدى حدود الملاعب الرياضية بالإساءة للآخرين والتعدي على الممتلكات العامة نتيجة لعوامل الإحباط عند الخسارة أو التعبير بالفرح عند الفوز . نحن لا ننكر على أحد أن يعبر عن فرحته بالنجاح بالطرق الحضارية التي لا هدف لها إلا إظهار الفرح والتعبير عنه ، أما أن تتحول الإدارات المختلفة إلى محرك فتنة وتوصيل رسالة لخدمة أجندة معينة أو تصفية حسابات ، او أن يتحول الإعتزاز الوطني تعصباً والمفاضلة حقداً أعمى ، والتعبير عن مفاهيم خاصة تطاولاً وتجاوزاً للنظام والقانون فهذا ما لا يقبله عاقل ولا يرضاه من لديه إنتماء وولاء وخوف على الأمة والوطن.
ما هو الحل لتجاوز هذه الظاهرة التي باتت تشكل كابوساً يصل بنا الى حد القول فليذهب الفيصلي والوحدات والرياضة بشكل عام الى الجحيم ولتلغى كل المظاهر الرياضية التي تقود الى الفتنة. مع انني لست من متابعي الرياضة وأقسم أنني لم أشاهد مباراة قط ، إلا أنه من الحكمة أن نبحث في كل المسببات والإشارات والمعاني التي تقود الى ظاهرة عنف الملاعب ونضع الحلول المناسبة لها والتي أجتهد في أن أسرد بعضاًمن هذه الحلول :
1. تتحمل إدارة النوادي جزءاً من هذه المسؤولية لذا عليها أن تقوم بما يلي:
أ. محاولة تغيير الأسماء للنوادي التي تدل وتؤشر على جر جمهور ما الى هذا الإسم بما يثيره من حساسية نحو ذلك.
ب. توعية جماهير ومؤيدي النادي بالإبتعاد عن كل ما يثير الفتن والإنقسام والتعصب وذلك من خلال منشورات توزع عند بدء كل مباراه يبين فيها الأساليب الحضارية للتشجيع وحث اللاعبين وتحفيزهم للفوز.
ج. عدم التصريح بما يؤدي إلى الإثارة وتهييج نفوس الجماهير ودغدغة عواطفهم بل عليهم التصريح بما يهدي الخواطر ويحفظ لحمة الوطن.
د. نبذ كل من يقوم بإثارة الشغب أو يقوم بهتافات أو حمل ما يثير الحساسية ووضعه على القائمة السوداء للنادي.
2. إن الجمهور والمواطن بشكل عام ميال الى الفوضى و يستفزه منظر قوات الدرك بهراواتهم ولباسهم لذلك لا بد أن تتواجد قوات الدرك في مكان بعيد نوعا ما جاهزة للتدخل والإستدعاء وقت الضرورة ولا بأس إذا كان وجودها كوسيلة ردع أن تكون على مرأى الجماهير المشاغبة.
3. يجب توجيه قوات الدرك والأحهزة الأمنية بأن هناك دلائل ومؤشرات تحاول إستفزازهم ، لذلك يجب أن لايستفزهم أي حدث أو تصرف سواء مقصود أو غير مقصود، والأمثلة على ذلك كثيرة لا مجال لذكرها في هذا المقال وأعتقد أن القيادات الواعية تدرك ذلك.
4. لإحتواء الظاهرة الأكثر خطورة التي تتمثل في التصعيد ونقل المشجعين مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب الى الشوارع، لا بد من وجود قوانين حازمة يعاقب بموجبها مثيرو الشغب إضافة إلى الغرامة والحبس ومنع حضور الأحداث الرياضية ولمدة طويلة ......هؤلاء يمكن التعرف عليهم بوسائل متعددة ويمكن جلبهم لاحقاً .
5. تقدير الموقف من قبل جميع الأطراف بطريقة سليمة ودراسة جميع الإحتمالات ، فكر ثم فكر ثم فكر ناقش ثم إستشر ثم قرر، ويجب أن يكون الهاجس الرئيسي أن لا يساء للوطن والنظام بل بتحبيب المواطنين بالوطن ونظامه من خلال حسن التصرف والمرونة وايجاد الإجراءات التي تساعد في منع وقوع أعمال عنف أو شغب.
إن أي مسؤول هو في محل التقدير والإحترام من قبل جميع المواطنيين إذا أحسن التصرف واحترم القانون وعلى العكس من ذلك فعليه تحمل المسؤولية بكل معانيها.
حمى الله الوطن من كل سوء ومن كل ما يكاد اليه بالسر أو العلن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة
haniomosh@yahoo.com