قامت إحدى المدارس في تايوان بإجبار التلاميذ على تجربة الموت لكي يدركوا المعنى الحقيقي للحياة .. وتتمثل هذه التجربة بالدخول إلى التابوت ومن ثم ينزل التابوت إلى حفرة في أسفل الصف مصنوعة من الخشب ويبقى الطالب هناك عشرة دقائق قبل أن يتم إخراجه .. بعض الطلاب قالوا بأن التجربة تشبه الشعور بالموت الحقيقي وبأنها تعيد المعنى لقيمة الحياة .
بالنسبة لنا ... ماذا لو أجبرنا احد المسؤولين بالقيام بهذه التجربة ؟!
بدوت تابوت وبدون حفر ، فقط أن يتخلى المسؤول عن سيارته وحشمه وخدمه ليوم واحد فقط ، ويعود إنسان عادي جدا ، لا امرك سيدي ولا ما يحزنون ، ينزل إلى مجمع الباصات يصطف على الطابور الطويل يشجع نفسه على إن هناك كرسي بانتظاره ليتفاجأ بأنه سيقف طوال الطريق ، ينزل عند إحدى الدوائر للمراجعة بمعاملة فيجف ريقه قبل أن يجف حبر التواقيع والأختام ، في رحلة أشبه برحلة الشتاء والصيف ومن غرفة إلى غرفة ينتهي الدوام ، فيعود أدراجه مع نفس الباص وبنفس الزاوية فيه يقف من جديد ، في الطريق إلى البيت يقف عن المخبز ، من اجل لقمة الولاد ، ويغريه منظر بسطة من الفجل والجرجير فيغريه الفجل فيسأل البائع \" قديش الضمة \" ؟! يصل للمنزل منهك ومتعب ، وقبل أن يستريح تخبره الزوجة أنهم بحاجة إلى الكاز ، فيتناول \" الجركن \" يذهب إلى الكازية يصطف من جديد على الدور ، يخرج من جيبه حفنة دنانير ، يملأ \" جركنه \" بخمسة منها بينما يحدث نفسه بان الباقي لآخر الشهر ، ليوم واحد فقط دون امتيازات مثله مثلنا ، من هنا نهرة من رقيب سير \" شيل سيارتك من هان \" ، ومن هناك راجعني بعد أسبوع ، مرورا بارجع محلك وصف عالدور.
هذه تحربة ليست للشعور بقيمة الحياة فقط بل تحربة للشعور بالمواطن أيضا .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com