لأكن منطقيا بقولي النعرات الطائفية موجودة بكل الأزمان ومن أيام الجاهلية
ولكنها كانت محدودة ببلادنا سابقا ولكنها حديثا أصبحت مؤرقة ومتفاقمة
والفئة الضالة التي تطلقها مجهولة الإقامة والهوية ولكنهم بالخفاء يغذوها بالسموم الطائفية
لإيجاد الفتن وانقسام الناس لفئات ويخصصوا من هذا ومن ذاك
وأول كلمات بعضهم عند الوقوف أمامهم يطلقون عليك الجملة المعهودة(من وين أصلك وفصلك)
نحن جميعا من بلاد الله الواسعة ونحن جميعا أردنيون غيورين على البلد التي أطعمتنا عند جوعنا
وسقتنا عند عطشنا واحتضنتنا عند حاجتنا لأحضانها وروينا دمائنا عندما طمع بها الطامعون
وقول رب ألعزه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.
لماذا يطلق البعض هذه النعرات الطائفية المغرضة متناسيا ومتجاهلا كل قوانين الأرض
بالسابق رحلت الناس خيامها ومضاربها طلبا للماء والرزق ليس إلا،،، فهل هم أيضا ينطبق عليهم هذه النعرة لا سمح الله نحن جميعا نعيش تحت سقف بيت واحد على هذا الكوكب.
وكانت الناس منذ العصور القديمة تسافر وتهاجر طلبا للرزق وطلبا للتجارة والأوطان ليست ملكا لأحد
المواطن الذي يفني عمره والذي ينثر بذور الخير حبا لوطنه ويروي دماءه ودماء أولاده دفاعا عن أوطانه لا ينطبق عليه هذه النعرة.
والذي أوقفني حقيقة عند هذا الموضوع الهام جدا ببلادي هو عندما تتعرض لأي شيء ولأي مشكلة
تعامل من منظومة من أين أنت ومن أي قبيلة أقبلت ومن أي بلد حضرت ومن أي ماء شربت
والذي يفقدك صوابك أكثر من يطلق هذه النعرات ليس بالأردنيين لا والله بل هم مغرضين فقط
لم ولن يكون المواطن الأردني يوما ينادي بهذه النعرة الطائفية ولكن بعض الجاهلين يستخدمها سلاح أبيض لتمرير بعضا من زلاته وأخطائه عند الحاجة وهي بالمناسبة غير مقبولة ببلدي لا من شيوخ عشائر ولا من أي مواطن حر.
ولكنهم يستخدموها بعض الجاهلين عندما يغمسون أخطائهم بأسماء عائلاتهم غافلين عن محاسبتهم بالمجلس العشائري والذي هو أشد من السجن والأعمال الشاقة عند أي حادثة تصدر منه
وجود المجلس العشائري أسهم بالضغط على أي غافل أو سارق أو مجرم لا سمح الله ويحاسب المخطئ بشريعة الله فلولاهم لما كان الوضع كما هو عليه تحية محبة لهم على صبرهم وحكمتهم بحل القضايا الصعبة والمستعصية.
أسهمت الحروب السابقة بنزوح الناس المهجرين من بيوتهم واستقبلهم الشعب الأردني والقائد بالأحضان
وحصلوا وحصلنا على الجوازات والمواطنة والرقم الوطني ولا أظنها كانت مغامرة من
مليك الإنسانية والذي ما زال يعيش بأحشائنا ليومنا هذا جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه
بأن يقول أن الأردنيون من شتى الأصول والمنابت فكان لقوله رحمه الله أصداء رائعة
وكان وقتها يعني جلالة الملك الحسين بن طلال أن يوقف كل من تسول له نفسه بإطلاق هذه النعرات الطائفية التي تؤخر بدورها مسيرة التقدم ومسيرة العلم ومسيرة الانجاز ومفهوم الديمقراطية الفذة
فنحن جميعا نعبد الله ونؤكل من نفس الصحن فكيف تسول له نفسه شخص غير منتمي أصلا لإطلاق هذه النعرة الطائفية والتي بدورها توجد الثقوب وتنخر كما ينخر السوس بأجسادنا الأحقاد
فهل يأتي يوما ونوقف هذه الفئة من الناس والوقوف بوجههم وعدم إعطائهم فرصة لينغصوا معيشتنا
وهل سيأتي يوما نتعامل به مع بعضنا البعض من مبدأ ديننا الحنيف
هل من وقود جديد لحرق ما تبقى من نعرات طائفية .
والله من وراء القصد.
هاشم برجاق
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net