يسارخصاونه - في هذا الوطن الصغير ملايين الأرصفة الصالحة للانتظار ، وجميعها كما يقولون ممتلئة ، لا مكان لمزيد عليها ، وهي بدون مظلات شمسية ، ونبدأ برصيف البطالة ، ولا ننتهي برصيف الخدمات المؤجلة ، ومن المفروض أن وجود هذه الأرصفة الكثيرة أن يكون باعثَ قلقٍ للحكومة ، لأنها هي المسؤول الأول عن هذه الأرصفة ، بل هي المساهم الوحيد في إنتاجها ، وإذا وقفنا على أحد هذه الأرصفة لنعلن ما نريد فإن يد الحكومة قادرة على إسكاتنا إما بالتهديد والوعيد كعاتها ، وإما بالوعود غير القابلة للتنفيذ . بالمقابل هناك برندات " بلكونات " مرتفعة تُطلّ على حديقة تحتوي على الأشجار والأزهار ، وبيت الكلب ريري و يقيم فيها ثلاثة مزارعين أحدهما للتعشيب ، والآخر للسقاية ، والثالث لرعاية الكلب ريري ، ولا يوجد في الحديق رصيف واحد ، أمّا البرندة الأولى لميمي ابنة المسؤول عن الأرصفة وبيدها قطتها بسبس ، والبرندة الثانية لمودي الطفل ابن العشر سنوات ومعه أجهزته الألكترونية للتواصل مع العالم الخارجي أون لاين فلا وقت لديه لمعرفة عالم الأرصفة ، والبرندة الثالثة فهي لزوجة المسؤول وحولها خادمتان الأولى للتمشيط ، والثانية لقص الأظافر . وفي حادثة مزعجة ، جاء في الأخبار " خبر عاجل " : أن أحد المقيمين على رصيف البطالة صرخ بأعلى صوته من شدة الجوع وعظم الفاقة ، فأُصيب الكلب ريري بالهلع ، وقفزت القطة بسبس من يد ميمي وركضت خارج البرندة لا تنظر خلفها ، والطفل مودي ارتبك قليلاً ، وأخبر مدلكته الحسناء أن هناك صوت من الرصيف اثر على جهاز ألعابه الألكتروني فشفر جميع مواقعه الاباحية ، وعمل بلوك لاصدقائه الوهميين، وما زال البحث جارياً للقبض مصدر الصوت الذي سبب الفزع والحق الضرر بالعابه وكلبه وقطته السمينة ، وأن البابا والماما سيحيلان المتسبب الى مجلس التأديب ،حتى تعود السكينة الى أسرته الأليفة ؛ فحياة الأغنياء خط أحمر