دعا مسئول الملف الفلسطيني في حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة الحكومة إلى (إعادة التوازن لعلاقة الأردن بالقوى الفلسطينية والإسهام في ترتيب البيت الفلسطيني بما يحمي مصالح الأردن الإستراتيجية)، وعند مراجعة الحيثيات المستند إليها المهندس العضايلة في طلبه السابق نجد أن العضايلة يجعل من إشكالية وجود رأسي للسلطة في فلسطين حتمية ودوامها أكيد وصحي ربما بالنسبة لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن .
كما نجد أن مسئول الملف يتناول وضع وجود سلطتين متقاسمتين للملف الفلسطيني بالتساوي وكحقيقة لا نقاش فيها متناسيا الإمارة في غزة لا تملك أي غطاء شرعي دولي أو عربي لوجودها، كما إن ربط الكاتب لعلاقة الحكومة الأردنية مع حماس بحماية المصالح الإستراتيجية للأردن لا يفهم منه سوى استغلال ذلك في اللقاء المتوقع بين جلالة الملك عبدالله الثاني مع احمد نجاد وتلميح الإخوان المسلمين بالتالي إلى ضرورة تطوير العلاقات مع إيران من خلال تدليل ربيبتها حماس .
وحين يتطرق العضايلة لسرد مزايا حماس من خلال تأكيد العضايلة لـ ( تمسك \"حماس\" بالثوابت الفلسطينية، ووقوفها المبدئي في وجه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن،وتمسكها بحق عودة اللاجئين،ووجودها كقوة رئيسية صاعدة في المجتمع الفلسطيني ) فأن مسئول الملف يلعب على الوتر الإقليمي بطريقة ذكية ليفاضل بين السلطة الوطنية الفلسطينية وبين حماس لدى بعض الخائفين من غول الوطن البديل والغريب في الموضوع أن العضايلة يوحي بذلك بطريقة ليست خالية من الدهاء المكروه بان السلطة الوطنية الفلسطينية تسعى بحل مشاكل المفاوضات من خلال الوطن البديل .
ومن خلال استقراء النهج الاخواني في محاولة تسويق حماس نجد أن حركة الإخوان المسلمين لم ولن تسعى للحث على المصالحة أو إنهاء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني بين حماس والسلطة الوطنية أو بين حماس وباقي الفصائل الأخرى التي تتفاوت درجة خلافها مع حماس وتتفق جميعها بخلافها العملي معها ، بل تسعى الحركة إلى توسيع الفجوة من خلال التشكيك في كل القيادات والسلطة مبتعدة تماما عن الصراع الرئيسي المفترض مع العدو الصهيوني .
هنا لا بد أن نراجع المرحلة السابقة ما بعد العدوان الهمجي على غزة حيث نجد أن التكرار اللغوي لمصطلح ( حماس المقاومة ) لم تقنع الجميع بأن نهج حماس هو النهج المقاوم ،حيث أن الهدنة طويلة الأمد مع العدو الصهيوني مع حماس لم تعد سرا مخفيا ولم يتسنى لنا نسيان التصريحات الأخيرة لهنية والزهار ومشعل بما يختص التسوية ومطالبتهم بالاستفتاء عليها فقط بالإضافة إلى تصريحات الزهار بخصوص المقاومة في غزة التي أكد الزهار فيها أن مشروع حركته أوسع بكثير من قضية إنهاء الاحتلال في إشارة إلي البعد الاستراتيجي في التفكير للحركة الذي صاغه وزير داخلية حماس في غزة ( حماد ) بأن حماس هي القيادة المفترضة للامه العربية والاسلاميه لتجييش الجيوش و تحرير الاقصي.
إذا إن الموضوع المطروح الآن في نهج الإخوان المسلمين هو استغلال الأحداث وتجييرها لصالح المكتب السياسي لحركة حماس لإدامة إمارة غزة كما هي بانغلاقها وتبعيتها لإيران لتكون بداية انطلاق قوافل التجارة البربوغاندية والتشويش والاستيلاء اللاحق على كل مراكز القوى العربية لتكوين الإمارة المنشودة والمتحزمة بأولياء أمرها في المعسكر الفارسي ومشتقاته من البضاعة (المستقومة ) ، وكما حذرنا سابقا فأن حماس و( إسرائيل ) ترى أن الوقت أصبح مناسبا لكي تأخذ حماس دورها في الضفة الغربية كما أخذته في إمارة غزة واستطاعت أن تحكم القطاع بالحديد والنار وتغلق بالتالي باب الضغط الفلسطيني والعربي والعالمي على ( إسرائيل ) كونها ...( حماس ) حيث يبلغ هدفها كل بقاع العالم العربي باستثناء فلسطين .
جرير خلف