تابعت باهتمام التصريح الذي ادلى به الدكتور عدنان بدران رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان حول حقوق المرأه وكيف ان عدم اعطاء المرأه الاردنيه الجنسيه الاردنيه لاولادها هي مخالفة الدستور الذي ينص ان جميع الاردنيين متساوين بالحقوق والواجبات وهذا صحيح ولكن موضوع منح المرأه الاردنيه لاولادها من اب غير اردني للجنسيه الاردنيه موضوع كبير جدا وحساس ولا يجوز ان يطرح على طاولة النقاش والبحث فقط من زاويته الدستوريه اي ان الوضع الحالي مخالف للدستور فلا يجوز لنا في الاردن ان نستمر باثارة مواضيع لها مساس مباشر ونتائج خطيره على المصلحه العليا للاردن وعلى الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي من قبل اشخاص لهم مكانتهم الاجتماعية والسياسيه وصوتهم مسموع داخليا وخارجيا بحجم دولة الدكتور عدنان بدران دون دراسته بشكل وافي ومعرفة مدى تأثيره المستقبلي على الاردن ووجوده ولماذا لم نسمع شيء من دولته عندما كان في مركز القرار ورئيس للحكومه لماذا لم يتخذ هذا القرار الخطير وان يقوم بالعمل الجريء بتعديل قانون الجنسيه الاردني وان يمنح المرأه الاردنيه هذا الحق ام ان هناك موانع لا يريد ان نعرفها ام انه فضل عدم الخوض في هذا الامر الخطير لاسباب معينه كالتي ذكرناه والسؤال لا زال موجها لدولته.
لا يجب ان نبقى في الاردن ننظر للامور من الزاويه الواحده الضيقه او لارضاء جهة معينه او دوله معينه او حتى يقال ان الاردن تحترم حقوق الانسان وغيرها من المسميات فنحن فعلا من اوائل الدول التي تحترم حقوق الانسان ونحن من اوائل الدول التي وقعت على الاتفاقيه الدوليه بما يخص حقوق الانسان وحتى قبل ان نوقع على الاتفاقيات الدوليه فالاردن بنظامه ودستوره وبوجود الاسره الهاشميه يعتبرون اهم من اية اتفاقيات عالميه واهم من اي اعلانات عالميه لضمان حقوق الانسان .
دعونا ان لا نغطي رؤوسنا بالرمال وان نكون واضحين وصريحين مع انفسنا اولا ومن ثم مع شعبنا الاردني الطيب لان هذا الموضوع وكما قال يوما دولة عبدالرؤوف الروابده في احد البرامج وعلى شاشة التلفزيون الاردني الذي اثار هذا الموضوع انه( لا يوجد عاطفه فالمصلحه الاردنيه اهم من العواطف ) , نعم واقول ان المصلحه العليا للاردن واستقراره ووجوده والمحافظه على وجود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني والحفاظ على هويته ولضمان عدم تفريغ الارض من ابنائها اهم من العواطف وهذا ما تفعله كل دول العالم وليس الاردن استثناءا واظن ان الشعب الفلسطيني اكثر حرصا واهتماما منا بهذا الموضوع.
لا يجوز ان نطرح هذا الامر وبشكل علني دون ان نربطه بالقضيه الفلسطينيه والصراع العربي الاسرائيلي وهذا واقع لا يجوز ان لنا الهرب منه او ان نستحي به او نبقى نجامل بعضنا بكلام جميل ونطلق الشعارات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع وهذا قدرنا اننا نتأثر بكل ما يحصل حولنا واخص بالذات القضيه الفلسطينيه شغلنا الشاغل وهمنا الاول ,فمنح ابناء الاردنيه الجنسيه الاردنيه معناه منح الجنسيه لاولاد الالاف من ابناء الضفه الغربيه المتزوجين من اردنيات او من ينوي ذلك وبالتالي هذا سيعمل على خلخلة التوازن الديمغرافي داخل الضفه ومدى تاثيره المباشر على مفاوضات الحل النهائي وتصفية القضيه الفلسطينيه على حساب الاردن بما ان عدد كبير من ابناء الضفه الغربيه يحملون الجنسيه الاردنيه , علما بأن جميع الدول العربيه التي تستضيف لاجئين فلسطينيين تتعامل بنفس الطريقه وزياده على ذلك قامت باصدار ما يسمى وثيقة سفر لهم وليس جواز سفر كما فعل الاردن حتى ان بعضهم قد تجاوز كل ذلك ومنع على اي لاجيء حق التملك او العمل .
عداك على ان الاردن مع قلة موارده وامكانياته والمديونيه العاليه لا يستطيع تحمل تبعات منح الجنسيه الاردنيه لابناء الام الاردنيه سواء المتزوجه بشخص عربي ام اجنبي فبلدانهم اولى بهم وبتحمل مسؤولياتهم .