المتابع لواقعنا الاجتماعي يلاحظ سرعة التغير لدى الأغلبية وخاصة الشباب بل إن بعضنا يكاد يعيش حالة استغراب شبه دائم من سلوكيات الشباب والفتيات..
عملية الانسلاخ تلك ليست في مجملها سلبية ولكن في واقع الأمركثير منها أشكال سلبية، إحدى الفتيات تتساءل باستغراب عن رفض مجتمعنا للصداقة بين الجنسين، هنا هي لا تمارس الانسلاخ من تراث اجتماعي ومجموعة من العادات والتقاليد البالية بل هي تخرج من ثوابت دينها، آخر يرفض بكل قوة عمل المرأة في أي مجال قد تختلط فيه المرأة مع الرجل وإن كان في مواقع عمل مفتوحة وتضم العشرات بل وربما المئات من البشر مثل المستشفيات الرأي هنا يرتكز على مجموعة من العادات والتقاليد دون ارتكاز لثوابت الدين.
هنالك مجموعة من اشكال التناقضات الاجتماعيه غير المنطقيه التي باتت توجه سلوك البعض إلى حد انتشار بعض الأفكار المتطرفة يمنياً أو شمالاً، فتيات يمارسن التسكع في الأسواق باسم الحرية الشخصية والترفيه عن النفس، وأخريات لا يجدن عيب في طرح نماذج غريبة من المكياج من اجل لفت الانتباه، وهناك شباب يتسكع بين مدرسة وأخرى بعين وعينه الأخرى ترصد تحركات شقيقته بنظرة الشك لكل تحركاتها.
وفي نفس الإطار الاجتماعي لواقع مجتمعنا وتناقضاته تصر بعض الفتيات على الزواج دون الأخذ بالنظرة الشرعية بل تعتبر ذلك غير جائز فيما أخرى ترى أن زواجها قبل علاقة حب قمة التخلف، وهنا أقول قمة التناقض في مجتمعنا .
انسلاخ كبير نعيشه ويعيش صراعه الفتيات والشباب حالياً حيث تأجُّج العواطف والرغبة في التحديث دون إمعان العقل أو التمسك بالدين أيضاً دون إمعان العقل، تلك الإشكالية أتصور أن تعليمنا أي مؤسساتنا العلمية بكافة أهدافها وتوجهاتها ومستوياتها مسؤولة عن بترها من الأعماق.
لا نريد فتاة تعتقد أن الحجاب جزء من أناقتها الخارجية فيما هو روح أناقتها الداخلية، وأيضاً لا نريد شاباً يعتقد أن على نسائه الاختباء خلفه إلى حد الهلع بينما هو فارس لا يشق له غبار في إرهاب النساء، أعتقد أن ضبط عملية الانسلاخ الاجتماعي لن يكون وجميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية ترمي بثقل المسؤولية على غيرها ولكن سيكون التغير إيجابياً متى اقتنع الجميع بأهمية المشاركة في توجيه التغير خاصة التعليم ثم التعليم ثم التعليم.
خـلـيـل فـائـق الـقـروم