لماذا نصر دائماً ان نظهر الإعلان التوعوي في إعلامنا المرئي والمسموع بأبهت صوره وكأنه يحثّنا على الضدّ تماماً..
مثلاً : كلما سمعت اعلاناً يحثّ المواطنين على الولوج في الحياة السياسية، تمنيت لو أني أميناً عاماً لأكبر حزب ، لأقوم بتفكيك حزبي وتعطيل الحركة السياسية انتقاماً من الاعلان ..وكلما شاهدت اعلاناً توعويا يحذر بوجوب الابتعاد عن مجاري السيول والأودية، اشتهيت ان احمل خيمتي وانصبها في قلب الوادي..وكلما قرصني اعلان يطلب مني عدم الشراء من الباعة المتجولين ذهبت لأبحث عن أقذرهم بضاعة واشتريت كامل الكمية..
منذ فترة بدأت وزارة الصحة تبث بكثافة اعلانات توعوية عن المباعدة بين الأحمال على شاشة التلفزيون الأردني ، واستجابة لهذه الاعلانات قرّرت أن أرفع القدرة الانجابية الى ألحد الأقصى (وفيه وفيهم لا شلّت)..
***
الإعلان الأول: عريس يرفع ياقة قميصه ويحاول أن يشد ربطة العنق، قبل زفافه بدقائق يأتي أبوه متجهماً يضع يده على كتفه بطريقة مدرسية ثم يقول له من زمان بدّي أفاتحك بموضوع ثم يسرد له كيف عليه ان يباعد بين الأحمال، فيهز الشاب رأسه مطيعاً، ويؤكد لأبيه أنه واعٍ لهذه المسألة منذ أن جاء الى هذه الدنيا ..
هل من المعقول أن يكون الوالد قد فرغ ذهنه من ترتيبات الزفاف واستقبال المعازيم ووصول السيارات ومحاسبة (المأذون) ولم يبق الاّ ان يذكره بمسألة (الخلفة) وبهذه الطريقة الناشفة والمباشرة التي تزيد المشاهد نفوراً؟؟..
الاعلان الثاني: حماة تنظر الى كنتها من تحت الى فوق بازدراء ثم تقول ( ما شاء الله عليك يا كنتي ولا كأنك مخلّفه)..فتهز الكنة رأسها وتقول (شفتي مع اني بشتغل) طبعاً تقول هذه العبارة لإيصال فكرة ان العمل مهم للمرأة..فتدلي فتاة تجلس قرب الحماة بدلوها قائلةً :(أنا يا مرة أخوي اتفقت مع خطيبي ، انه نباعد بين الأحمال مشان تصير حياتنا أحلى)...بالله !! هل رأيتم حواراً عائلياً عاديا تتم فيه المناداة بهذه الطريقة يا كنتي ! يا مرة أخوي!! يا مرتي!!..يا جوزي!!..دون ان يذكر أحدهم اسم الاخر او حتى لقبه : ام فلان أو أبو فلان ..
ترى لماذا يصرّون على قتلنا بكل هذه المثالية الخيالية كلما تعلق الأمر بشأن من شؤون حياتنا الواقعية!! ..ثم اي أثر سيتركه هذا الاعلان على ذهنية المشاهد وعلى قراره..
**
كرمة...تتفرجيش عليهم.
ahmedalzoubi@hotmail.com