من الواضح أنّ الدبلوماسية الأردنية بدأت تحمّر عينها في وجه اسرائيل ، من الاصرار على ملكية مخطوطات البحر الميت ، الى قبول الدعوى ضدّ رئيس الكنسيت في محكمة محلية ، الى ردّ الناطق الرسمي على مزاعم جيروسالم بوست باتّهام ايران بتفجير العدسية.
بنيامين نتنياهو يقول انّ اسرائيل لن تسمح بحدود للدولة الفلسطينية مع الأردن ، لأسباب أمنية ، ولأوّل مرّة يجد رئيس وزراء أردني أسبق يردّ عليه عبر الشاشة الرسمية ، ويقول: كلّ أردني مشروع شهيد ، و يصف مذيع في التلفزيون الأردني ما تقوم به اسرائيل بـ"الاستفزازات".
قبل نحو سنة ، وقف رئيس الوزراء السابق نادر الذهبي أمام مجلس النواب وصرّح بامكانية اغلاق السفارة الاسرائيلية ، وكان ذلك في عزّ العدوان الهمجي على غزّة ، وعلى وقع عشرات المظاهرات التي خرجت في الشوارع الاردنية ، وبعدها وقبلها أيضاً كان يسود سلام بارد بين عمان وتل أبيب.
منذ التوقيع على معاهدة وادي عربة وهناك من يطالب بالغائها ، وتتكرّر الدعوة مع كلّ خرق اسرائيلي وقح ، أمّا الآن ، وتل أبيب تصل الينا مباشرة وتتمادى في ما يخصّ الأمن القومي الأردني ، حيث الحدود مع الدولة الفلسطينية الموعودة ، وتتصرّف في القُدس والمقدّسات باعتبارها مُلكاً شخصياً لها ، فانّ "تحمير العين" ينبغي أن يأخذ شكل التهديد أيضاً.
لا أمل في مفاوضات تُفضي الى دولة فلسطينية ، وحتّى وزير الخارجية المصرية يقول علنا انّ التفكير الاسرائيلي ينصبّ في أن تكون الحلول على حساب الأردن ، فليس أقلّ اذن من تهيئة الأرضية اللازمة لواقع ليس فيه سفارة على أرضنا ، ولا معاهدة لا تعني سوى تكبيلنا عن متابعة مصالحنا.