بقلم: شفيق الدويك - ميلواكي
رغم صد وعتاب الكثيرين من الذين يعلقون على المقالات، بأسماء وهمية على وجه الخصوص، كلما نبوح بما في القلوب من محبة و غيرة و إشتياق للوطن سواء كنا في ربوعه أو خارجها، إلاّ أنني قد آثرت هذا المساء أن أكتب اليك يا و طني و أنا بعيد عنك، لأن محركات قوية في داخلي قد أخذتني نحو لوحة المفاتيح و إختارت عنوان هذا المقال و ما بعد العنوان، و لن تثنينا التعليقات و غيرها من أدوات الصد عن البوح.
كلما إبتعدت عنك يا من تقيم بصورة دائمة بداخلي، و تجري كالمهر في مراعي قلبي الذي أحبك، أسمع دقات قلبك التي تشبه الى حد بعيد صوت المطر و كأنها تبادلني نفس عنف حبي لك، و تعتب علي عيناي لأنها لم تراك منذ أن غادرتك.
أنت يا أردن مثل الإنسان تماما، تشتاق إلينا كما نشتاق إليك بل أكثر، تتألم و لا تصرخ، تدمع عيناك التي فيها لوعة و أحزان كثيرة و لا تبكي، و تقول لمن أساء إليك سامحتك.
لله درك ما أرفع قدرك و ما أروعك .
كأني قد سمعت قبل لحظات همس أنفاسك. يلازمني مثل خيالي رحيق همساتك، و أشعر أنني رغم المسافات في قبضة يدك، أو كقطرة ندى قد تكوّنت على زهرة سوسنة سوداء متواجدة عند سفح جبل من جبال عجلون و لست في ميلواكي.
لك مني الحب و الوفاء و السلام يا وطني الحبيب