لا يدعي كاتب هذه السطور أنه أمين و نظيف و شفاف و ينظر للأشياء من فوق
كاتب هذه السطور إنسان عادي بل و أقل من عادي لديه طموحات و شطحات و هفوات و سجل حافل بالأنانية مثل كل إنسان ضعيف امام إغراء المكاسب و العيشة المريحة الراغدة.
ضمائر برسم البيع
لن أطيل عليكم...
بدأت منذ عدة أعوام و بحكم تخصصي و عملي كمدرس للغة الإنجليزية بدأت بداية خجولة غير مركزة في إعطاء الدروس الخصوصية لمجموعة من الطلبة
المهم ان الذي شجعنى –عوضا عن الحاجة إلى مبلغ من المال يسندني و يحول شيئا من أحلامي إلى حقيقة- ما شجعني و دفعني هو (غيرتي) و أقولها بكل صراحة غيرتي من زملائي اللذين أراهم يتبخترون و يتفاخرون بل و تظهر في حياتهم نعم المولى عز و جل.. فمنهم من يدفع أقساط شقته الفارهة بكل اريحية و منهم من يركب السيارة الجميلة و يملؤها بالوقود متى شاء.
المهم أن تجربتي بدأت و كان هذا العالم جديدا علي
و لكي أخرج عن السياق الروائي الممل أقول لكم هذه الملاحظات العاجلة على شكل تساؤلات لا أطرحها إلا على نفسي و للقارئ أن يعلق فقد يكون في تعليقه إجابات على ما أطرحه من خلال خبرتي الغير طويلة في هذا المجال:
1- كيف يمكن للمعلم أن يناوب, يصحح دفاتر من لم يسعفه الوقت لتصحيح دفاترهم في الحصة, يحضر الدروس لطلبته في الصفوف , يعطي 4 أو 5 حصص بضمير و وعي و أداء عاليين, ثم يعود من مدرسته فيرتاح نصف ساعة ثم يخرج لبيوت الناس يعطي 5 أو 6 حصص أخرى لطلبة من مختلف الأعمار و من شتى المراحل و أنواع المناهج!!!!!!!!!!!!!!!!
2- هل من العادي بل و البديهي أن يتقاضى المعلم مهما بلغت قدراته و ملكاته. نقول هل من المعقول أن يتقاضى المعلم مبلغ 15 دينار على الساعة؟؟!!!! هل هذا المعلم مثلا هو جراح عظام أو طبيب نفسي متمرس؟!!! أم قد يكون هذا المعلم يدرس الطالب مهارة قد تحوله إلى خبير دولي في ظرف 10 ساعات مثلا؟!!!!!!
3- كيف ينام كل من يعطي درس خصوصي و يتقاضى يومية صنايعي يعمل من الصباح حتى المساء و نحن نعلم أنا و هو و أنت و هي و كلنا و غيرنا قاصينا و دانينا خبيرنا و جاهلنا أنها دفعت مقابل ساعة كانت نصفها \" يا حبيبي عيد من وراي\" ( التكرار) أو \" خد حل هالمسألتين\" و هذا الطالب سوف يحتاج ساعة كاملة حتى يحل المسألتين؟!!!!!!!
ما زلت أغار من كل زملائي الذين يعطون دروسا خصوصة !!!!!! لكنني و ليس من فرط التقوى أو الضمير
أقول لكنني لن أعود لهذا العمل بتاتا فلحظة قبض الفلوس في آخر الشهر أو بعد عدة دروس لحظة قاسية و مؤلمة!!!!!!! أشعر فيها أنني لا شئ!!!!
برأيكم لم؟!!!