إستقبلت مؤخرا عديد الإيملات والرسائل المتعلقة بأحداث القويسمة وبخصوص مقالتي للاخ طارق خوري, وكلها كانت من اردنيون وفلسطينيون يعيشون خارج الاردن, كلها أجمعت على نقطة واحدة مهمة جدا وهي ان العنصرية لم تعد موجودة بشكل مؤذي بينهم خارج الاردن, ونعم كلٌ يعترف بأصله كفلسطيني, شركسي,شامي و مصري...الخ, ولكنهم كلهم يفتخرون بأُردنيتهم ويحبون الوطن الاردني كله بكل تفاصيله نظاماً وحُكماً وشعباً وتراباً, وأنهم لن يتخلوا عن الاردن مهما حصل وجرى, ومن حقي ان افتخر دون غرور والعياذ بالله, أنهم أيدوا طرحي وأنهم تفاعلوا مع كلماتي في رسالتي لسعادة الاخ طارق خوري, وهذا بالطبع ما يرفع من المعنويات ويشحذ الهمة ويقوي الشكيمة لأن صوتنا يصل ويُستقبل على خير وجه, ونعم أيضا هنالك من لا يعجبه ومن لا يرغب في علو صوتنا و وصوله الى الجميع نقيا صافيا, لا يخدم الى مصالحنا العامة المشتركة, ولعل الهجمات التي تعرض لها عديد الزملاء الكتاب والمفكرين الغير متعنصرين مؤخرا تدل على ان هنالك في الوطن قليل وفي الخرج كثير من يريد لنار الفتنة ان تتأجج وتستعر لتحرق الأمل الذي نحيا من أجله , الأمل بالحرية والاستقلال وكرامة الانسان أينما وجد, فكيف إن وجد في وطني وفي أرض العروبة والاسلام كلها.
نعم قد لا يوجد في الخارج مثل هذه النعرات بشكل واضح ومؤذي ولكن لنعترف ولا نضع رؤوسنا بالتراب بأنه لا توجد في الاردن بل هي موجودة وظاهرة, حاولنا مراراً أن نقضي عليها ولم نستطع لان داعميها أقوياء ومتنفذون ولا أُبالغ حين أقول أنها تخدم مصالح اسرائيل والغرب في إيجاد بؤر سوداء بين أبناء الدم واللحم والمصير الواحد, ولكننا الان يجب نسعى لان نُوظف هذه العنصرية بشكل إيجابي ونزع فتيلة العداء بينهم وجعلها عنصرية مُحببة تخدمنا كلنا, فهنالك اردنيون من اصل شامي ومصري وشركسي ...الخ, وبالتالي هنالك اردنيون من اصل فلسطيني, اذا ما المشكلة؟؟؟ المشكلة بكل بساطة أنهم أي الاعداء يريدون أن نبتعد عن قضيتنا الاساسية ونلتهي بأتفه الأمور, حين هاجر الرسول الى المدينة وصحبه آخى بين الأنصار والمهاجرين حتى يعيشوا بكل كرامة وحرية ويستعدوا للعودة الى أرضهم, وحين فُتحت مكة كم من اهل مكة المهاجرون عاد اليها مقيما وقاطنا لها كبلده الاصلي؟؟؟؟.حتى الرسول عليه الصلاة والسلام ابن مكة التي هي أحب بقاع الارض الى قلبه وصحبه المقربون لم يعودوا اليها ساكنين مقيمين, لأن المصلحة العامة للدولة تقتضي ذلك ولان الباد كلها اصبحت لهم وطنا واحدا, وهكذا مع فلسطين حين تعود, أولا يجب أن تعود أرضا عربية مسلمة تكفل حرية الاديان كلها, تعود حرة مستقلة وهذا كله أهم من الكيان السياسي الذي سيكون بها, وهو بالطبع محور المفاوضات الان, المفاوضات المورفين أسميتها لانها تُخدر وتُعمي الأبصار والبصيرة معا, لا يهمني قطعيا ما هو الكيان السياسي الذي سيحكم فلسطين أبدا, لان ما يهمني أن تعود الأرض كلها والشعب كله الفلسطيني والقاطن على أرض فلسطين من غير الصهاينة المجرمين أحرارا مستقلون لا يخشون على حياتهم الا أمر الله وقدره والنعم بالله.وحتى لا يُقال أنني أُبطن امرا فنعم أعلن أنني ما زلت على موقفي ان الضفة الغربية هي أرض اردنية يجب ان تعود الى هيكل الدولة الاردنية وأنني أعتبرها أرضا اردنية محتلة بكل ترابها ودمائها, وحين تُحرر سيتم التقرير في شكلها السياسي في حينه وبالطرق اللازمة الصحيحة التي تخدم مصلحة الجيمع دون إستثناء, اما بقية فلسطين مع الضفة الغربية فالاولى والأهم ان تُحرر وأن تستقل وأن تُعلن راية الأمن والأمان فيها, ثم نستعد ونتمركز حتى يُبنى فيها كيانا سياسيا منها ولها بعيدا عن أية صراعات وحروب وصدامات بين الاخوة عقائدياً أو فكراً سياسيا أو تنظيمات شعبية.لا تعتقدوا أن الموضوع صعب ولا معقد بل هو أسهل من أي سهل, ولكن الأهم في سهولته هو أن نبدأ خطوة بخطوة ولا نستبق الأحداث مع النية والرغبة في التنفيذ والتحقيق للمراد, لا للعنصرية ولا للتفرقة, ونعم لنعرف أُصولنا ونحافظ عليها ضمن فريق واحد وطني, الفلسطيني في الخليج وفي سوريا وفي أي دولة عربية أو صديقة هو مُنتمي لمكان وجوده ويعمل ضمن قانون البلد المقيم فيه, ولكن ابدا لن ينسى القدس ويافا وبيت لحم والخليل...الخ وأبداً لن ننسى نحن أيضا معهم.فكيف بالحال على أرض الاردن الهاشمية؟؟؟ أرض الرباط والتحرير, أرض توحدت فيها الدماء لتنتج لحما عربيا قويا عصيا على الأعداء والمخططات السوداء, أرض رجالها أُمهاتهم فلسطينيات ونسائهم أُردنيات, أرضٌ لا تُنبت الا رجالاً لا يخافون الا الله, ينظرون من جبال الكرك والسلط, ويقولون عائدون بإذن الله.وأقولها من جبل شيحان صرخة عالية مدوية: ستعود فلسطين بامر الله وعنايته حتماً ولا بد, ولكننا سنعود كلنا الى فلسطين كلنا جميعنا, ولن يعود أحدٌ لوحده فقط, فالأرض أرضنا ونحن شعبها نحن الأحرار, وسيلعب الوحدات والفيصلي يوما هنالك في رام الله مباراة في بطولة الشهيد..., وسيكون الأب مُشجعا مع ذلك الجمهور وإبنه يجلس مع الجمهور الآخر والأُم في حيرة من أمرها من ستُرضي ولمن ستُظهر فرحها بينهما, هذا هو الحال كما يجب ان يكون, نتعصر ضمن الجسد الواحد وفي الروح الواحدة, العنصرية الايجابية الغير مؤذية ولا مدعومة ومؤججة من الاعداء
الفلسطيني من أصل اردني
حازم عواد المجالي