زاد الاردن الاخباري -
أعرف كيف أبدأ، ومن أين، هل أبدأ من أنني أحسدكم جميعاً، كم تمنيت أن أحب ، أو أعشق أو أتشاجر مع زوجتي ، أو أكون بطلاً لأحدى قصصكم، فالبطل عندكم ينتصر دائماً، أما أنا فسوف أخسر لامحاله.
منذ سنتين كنت قد أصبت بشلل في قدمي نتيجة لحادث سيارة وكان عمري 27 سنة وقت الحادثة،أجلس على كرسي متحرك، إسمحولي أن أسميه صديقي، أذهب إلى عملي يومياً، أجلس خلف مكتبي، مهمتي الأساسية هي تدقيق ما يتم طباعته، أحلق بخيالي مع كل قصة وكتاب أقوم بتدقيقه، أما أنا فلا أحد يدقق في أعماقي،أحلم أن أكون البطل لأحدى القصص، أحلق عاليا في خيالي، أكتفي مساءً بشرب القهوة على شرفة غرفتي وأراقب الناس وهم يسعون في حياتهم، كل مشغول بنفسه، لا ألومهم فهذه سنة الحياة، أصبحت فظأ لا أطيق أحداً، مل الجميع مني، أخوتي وأخواتي، أبي والجميع، بقيت هي وحدها معي ،أمي، أين كنت وأين أصبحت، أريد أن أسابق الزمن،أريد أن أنهض من جديد، كم أكره تلك النظرة وكم أكره إن يشفق علي أحد،تباً لكل المال الذي لدي، لو أنني أقدر أن أمشي ، لركضت لساعات وساعات،حتى أتعب ومن ثم سأستمر بالركض.
لا يهمني من يقرأ ، أو أن كانت هذه القصة ستنشر أم لا ، ولكن ما يهمني أنني سأسير يوماً إنني متأكد، قد تسألون لماذا تكلمنا أو تتكلم معنا، لا يهم ، فأنا أكتب لأنني أحب الكتابة، أكتب الحاضر وأندم على الماضي وكم أخاف من المستقبل،كل يوم أحلم بأنني سأفيق وسأمشي، في اليوم الأول سأذهب لشراء الفطور صباحاً وشرب القهوة في مقهى ، وزيارة محلات البقالة، وسأذهب للحديقة لوحدي دون وجود مساعد لي ،كم هي سخيفة أحلامي، لم تعد أصابع يدي قادرة على الكتابة، سأذهب إلى شرفتي أكمل قهوتي ، وأراقب الجميع ، لعل حلمي يتحقق يوماً
شكراً لكل من يقرأ قصتي، وداعاً|.