بقلم محمد ربابعه
من تابع خطوات إسرائيل منذ مؤتمر مدريد قبل 18 عاما يؤكد تماما أنها بعيده كل البعد عن رغبتها في أي شيء يتعلق بالسلام ,فبعد عمليه احتلال العراق التي قامت بها أمريكا بالنيابة عن إسرائيل و التي كانت تعمل ليلا ونهارا من اجل تحقيق هذا الهدف, فكان لابد من مقابل تقدمه إسرائيل إلى أمريكا يتمثل في موافقتها على ما يسمى بعمليه السلام مع جيرانها العرب ’ فهي مرغمه على ذلك لا بل أن أداره الرئيس الأمريكي بوش الأب قدمت إغراء ماليا يتمثل بان تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بدفع مبلغ عشره مليارات إلى إسرائيل مقابل موافقتها على المشاركة في عمليه السلام مع الدول العربية, ومما يؤكد ما نقول أن رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت (إسحاق شامير) سأله احد الصحفيين في المطار, وقبل إقلاع طائرته التي كانت متوجهة إلى مدريد باعتباره رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض سأله عن المفاوضات وهل تسفر عن تنازل إسرائيلي عن أراضي إلى الدول العربية المحتلة أراضيها فكان الجواب من شامير (أننا سنفاوض العرب مائه عام ولكن لن يأخذوا شيئا )والغريب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي( بنيامين نتنياهو )كان معه على نفس الطائرة فكان مثالا للتلميذ المطيع الذي عليه التقيد بتعليمات رئيسه ,وهذا ما حصل ويحصل حتى هذه اللحظة من قاده إسرائيل وإصرارهم على أن لا تنازل عن أراضي مقابل السلام وما يطرحه الجانب الإسرائيلي على اختلاف الأحزاب والقادة هو أن يوافق العرب على سلام مقابل سلام واستبعاد أعاده أي أراضي محتله إلى أصحابها الأصليين هذا يعني أن( اتفاقيات اوسلو)لم تقدم شيئا للجانب العربي سوى هدر الأموال التي كانت تدفع للوفود المفاوضة وتضييع للوقت الذي كان عنصرا هاما لإسرائيل في تحقيق كثير من أهدافها لم تستطيع تحقيقها قبل هذه المفاوضات ومنها أولا . قامت إسرائيل ببناء الآلاف من المستوطنات في فتره المفاوضات وهذه الحقيقة كشفتها وأكدتها حركه السلام الآن الاسرائيليه,والتي ذكرت في تقريرها أن عمليه بناء المستوطنات زادت أضعاف ما كانت عليه قبل مفاوضات السلام .
ثانيا . إن إسرائيل تخلصت من المقاومة الفلسطينية والتي كانت تشكل عبئا عليها وعائقا أمام كثير من مخططاتها ’والسبب انه وبموجب هذه المفوضات أن هناك التزام فلسطيني للتنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي لمواجهه أي عمليه تستهدف إسرائيل من جانب المقاومة ,لا بل والتضييق على كل أشكال المقاومة حتى ولو كانت خطب دينيه في المساجد وهذا لم تكن تحلم به إسرائيل من قبل ,ولكن بفضل اتفاقيات اوسلو تحقق ذلك وهذا يعني أن المستفيد الأول والأخير من مفاوضات السلام هي إسرائيل لوحدها ,وان راعي السلام أمريكا ثبت عجزها وعدم قدرتها على إرغام إسرائيل في تقديم أي شيء من اجل السلام, لإبل أصبح من الواضح أن إسرائيل هي التي تملي على أمريكا وقد سمعنا كثير من الوعود الأمريكية من كل رئيس أمريكي بعد مؤتمر مدريد بأنه سيحقق السلام بين إسرائيل والعرب من خلال أقامه دوله فلسطينيه على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية , ولكن الذي حصل أنها بقيت وعود براقة لم تنفذ ولن تنفذ ,حتى أن الرئيس الأميركي الحالي اوباما عجز عن إقناع إسرائيل في تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمده ثلاث شهور ,على الرغم من استمرار البناء في القدس واستمرار هدم منازل الفلسطينيين فيها ,الواقع أن أمريكا فقط تستطيع الإملاء على الدول العربية حيث صفه الطاعة العمياء موجودة دائما والتنازل من الجانب العربي مستمر ,ومبادرة السلام العربية ستبقى على الطاولة ,لأننا اخترنا طريق السلام الاستراتيجي ونسينا أن تاريخ بني إسرائيل لم يعرف في يوم من الأيام الوفاء بالعهود أو الصدق بالوعود .لا بد للعرب من مراجعه للموقف الذي لا يحسدون عليه ,ومن الوقوف مع أنفسهم قليلا ليقررون ما هو المطلوب اتخاذه قبل فوات الأوان,وإسرائيل ستبقى على أطماعها التوسعية ورغبتها في الاحتلال مادام الواقع على هذه الصوره من الضعف والهوان.
العربي يتصف بهذا الضعف والهوان.