لغة لا يفهمها إلا أصحابها،لها تاريخ حافل محسوس وملموس ومغروس في جسدنا العربي من المحيط الخامل إلى الخليج النائم. تجدر الإشارة إلى العنوان لا علاقة له بالخطوط العربية وأنواعها من كوفي وديواني وفارسي او نسخ\"لذا استوجب التنويه\".
كل قادم جديد،او مشروع جديد،او تهديد جديد،او استعمار جديد،او باحث عن كرسي جديد،او مغتصب محتل جديد،يحمل في كنانته خطوطا متنوعة،منها ما هو الأحمر ومنها الأصفر ومنها الأخضر،هذه الخطوط لها فلسفة واحدة تقوم - يا ويله يا ظلام ليله يلي بتخطاها – عدم تخطيها، لان أصحابها لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيالها،بل لن يتوانوا عن إجراء اللازم لحيلولة دون تخطيها.
أه،هناك تعريفات لهذه الخطوط فالخطوط الحمراء تعني قف لا تتحرك،كون المنطقة تدخل في خانة الخطر،هذه اختصاص - أبناء عمومتنا !!!! - الإسرائيليين،إضافة للخطوط الخضراء الخاصة التي منحت خون القضية الفلسطينية والقضية العراقية ضوء اتصال مع أربابهم في تل ابيب وواشنطن.كما يوجد خطوط صفراء وبيضاء،لكن لغريب انه لا يوجد خطوطا سوداء.
والأغرب أن الخطوط تتغير كما الحرباء او كما إشارة المرور،حسب الظروف والأجواء بحيث تبيح لنفسها دون الرجوع لأحد الانتقال من الأخضر والأحمر والأصفر وبالعكس.
الصفة التي تلازم الخطوط هذه،أن أصحابها يرفقوها بمقولات خطيرة جدا في صياغاتها نحو \"لن نقف مكتوفي الأيدي،لن نسمح بذلك،سنرد بقوة،سنزلزل الأرض تحت الإقدام\"كل هذه العبارات من اجل خاطرها وعيونها.
المشكل للأسف أنها تأتي من الخارج ولا علاقة للداخل العربي فيها،اللهم الا أن كان الداخل عميلا للخارج ويسير في تياره لا حبا به،بل لهثا وراء مصالحة الشخصية ولعل ساحاتنا تحوي أمثلة لها \"أول وليس لها أخر\"
خط احمر لبناني يمثل مصالح إيران وإسرائيل في لبنان حزب الله،خط اخضر فلسطيني رسمته إسرائيل او في أثناء ليلة حمراء جمعت عباس ودحلان و نتن ياهو وكوندرا رايس او هلاري كل لبتون\"قتل بسببها الحق و حلم الفلسطيني بدولة على ترابه الوطني. خط اخضر زرعته الصهيوامريكية في العراق بغية خلق جنين شرق أوسطي جديد بعدما تم تفكيكه وضرب رمزيته،الا ان رجال المقاومة الباسلة أجهضت المشروع بعدما عرت المموس الأمريكية،ذهب المشروع الا ان الخطوط بقيت لا تراوح مكانها بل صير الى إعادة وشمها وحمايتها بصور أخرى.
صفحات تاريخنا المعاصر عار يتبعه عار،لا تحوي خطوطا عربية حمراء صفراء خضراء بيضاء وضعت كما حاجز في وجه كلاب جائعة، حيث تمنعه – الغازي المستعمر المحتل المغتصب – من المضي قدما في تطبيق مشروعاته.
هذه حالنا التي لا نستطيع القفز عنها او إنكارها للأسف الشديد ،لكن يا ترى إلى متى سوف نبقى نحتمل هذه الخطوط بالإضافة إلى احتمالنا لتخاذلنا وجبننا نحن. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمته من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com