زاد الاردن الاخباري -
الغموض يلف قصة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.
اختفاء غامض للصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في تركيا. حدث شغل العالم وطرح أسئلة عن لغز محير فتح الأبواب أمام سيناريوهات مرعبة تشابكت فيها الخيوط، حدث أحرج تركيا ووضع السعودية في مرمى النيران. ليكون السؤال المحوري: أين خاشقجي؟ وهو سؤال يبقى بلا جواب.
1. لماذا إسطنبول؟
كان يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، يوما فاصلا في حياة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول ثم اختفى. كان خاشقجي يستعد للزواج من التركية خديجة جنكيز، ولإتمام ذلك لابد له من الحصول على وثيقة طلاق من زوجته الأول، وفق ما ذكرته خديجة.
حسب معطيات لم يتم التاكد منها ، فالمصالح القنصلية في السفارة السعودية بواشنطن رفضت إصدار تلك الوثيقة، رغم إقامته هناك، وطلبت منه مراجعة القنصلية السعودية في إسطنبول. تصرف غريب أثار سيلا من الأسئلة.
2. لماذا جمال خاشقجي؟
عمل الصحفي المخضرم البالغ من العمر 59 عاما سابقاً كمستشار حكومي في المملكة، لكنه غيّر توجهه بعد انتقاله لمنفاه الاختياري بالولايات المتحدة عام 2017، إذ شرع في توجيه انتقادات لسياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، ولتدخل السعودية في النزاع اليمني. في أمريكا، كان يكتب عموداً صحفياً بشكل منتظم في صحيفة "واشنطن بوست"، ينتقد من خلاله توجهات المملكة.
3. ماذا يفعل 15 مسؤولا أمنيا سعوديا في إسطنبول؟
نشرت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة التركية، صورا وتفاصيلا عن 15 سعوديا قالت إنهم وصلوا إلى مطار أتاتورك في إسطنبول على متن طائرتين خاصتين يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول. واستنادا إلى صور نشرتها الصحيفة، يظهر هؤلاء لدى مصلحة فحص جوازات السفر بالمطار. وصل هؤلاء الأشخاص بالتزامن مع وصول خاشقجي إلى إسطنبول. وأكدت الصحيفة ذاتها أنهم غادروا البلاد في نفس اليوم، بعد زيارتهم قنصلية بلادهم لفترة وجيزة خلال أربعة توقيتات مختلفة.
كما أشار تقرير الصحيفة إلى أن السعوديين أقاموا في فندقي "ويندهام" و"موفنبيك" بإسطنبول في نفس الحي الذي تقع به القنصلية. ورفض الفندقان التعقيب على التقرير.
ومن بين الرجال الذين نشرت صحيفة "صباح" صورهم وأسماءهم، هناك رجل قدمته تقارير إعلامية سعودية على أنه خبير في الطب الشرعي وعضو في مجلس إدارة الجمعية السعودية للطب الشرعي.
4. لغز السيارة السوداء
وسائل الإعلام التركية تساءلت عن دور السيارة السوداء ذات النوافذ المظللة، والتي غادرت مبنى القنصلية السعودية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي إليها، متوجهة إلى مكان مجهول. وتعتقد وسائل الإعلام التركية أن هذه السيارة ربما قد نقلت "جثة الإعلامي السعودي بعد مقتله"، كما تحدثت بعض الأنباء عن تقطيع الجثة.
5. لماذا لا تنفذ السعودية لحد الآن تعهداتها بتفتيش قنصليتها وإقامة القنصل؟
بعد اختفاء الصحفي البارز، صرح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لوكالة "بلومبرغ" بأنه مستعد للسماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية السعودية، مضيفاً: "المنشآت أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بدخولها وتفتشيها وفعل كل ما يريدونه... ليس لدينا ما نخفيه".
إلا أنه لحد تحرير المقال لم يحصل التفتيش بعد، رغم مطالبة السلطات التركية المتكررة بالسماح بالتفتيش.
ونشرت وكالة "رويترز" صورًا للقنصلية السعودية من الداخل، حيث تحدث القنصل، عن أن خاشقجي غير موجود في المبنى.
6. لمذا التأخير في إعلان التحقيق من قبل السلطات التركية؟
الكل يتساءل عن سبب تأخر تركيا في الكشف عن نتيجة التحقيقات واكتفائها بتسريب بعض المعلومات للصحافة، لكن يبدو أنه مع تصاعد الموقف لن يستمر الصمت كثيرا.
صحيفة "حريت" التركية، نقلت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن أنقرة غير راضية عن تفسيرات الرياض لما يحيط بهذه القضية، ولا يمكنها أن تلزم الصمت في أمر كهذا لأنه ليس بالأمر المألوف.
7. هل كانت المخابرات الأمريكية على علم مسبق؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين، بحثوا خلالها خطة للقبض على جمال خاشقجي، قبل اختفائه بأسبوع، وتساءلت عن سبب عدم تحذيرها له رغم وجود قانون صادر عام 2015 يلزمها بتحذير الأشخاص المهددين سواء كانوا مواطنين أمريكيين أم لا. لكن أمريكا أبدت رغبتها بإرسال فريق من المحققين إلى تركيا إذا طلبت الرياض مساعدة في التحري حول مصير خاشقجي.
8. كيف قُتل وأين الجثة؟
تؤكد السلطات السعودية أن خاشقجي اختفى بعد خروجه من القنصلية، وتطالب تركيا بأدلة قاطعة حول ذلك، وسط أنباء عن مقتله داخل القنصلية وإخراج جثته منها. "سيناريو قتل مرعب"، تحدثت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسؤول تركي رفيع المستوى، مفاده أن الصحفي خاشقجي قتل بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول وتم "تقطيع جسده بمنشار".
9. لمذا تُثار أسئلة حول أطراف أخرى؟
الصحف السعودية تحدثت كثيرا عن أطراف أخرى ذات علاقة بالاختفاء الغامض، فوجهت التهم إلى إيران وقطر. من هذه الصحف، صحيفة "عكاظ" التي قالت إن تركيا باتت غير آمنة. غير أنه في الجانب الآخر، دخلت كل من الإمارات ومصر على الحدث، إذ توقفت كل واحدة من الطائرتين اللتين أقلتا ما وصفته وسائل الإعلام المناوئة للسعودية بـ"كتيبة الإعدام" في القاهرة وأبو ظبي، بعد عودتهما من إسطنبول.
إدخال الإمارات ومصر في القصة لا يعود فقط إلى مساري الطائرتين في طريق العودة، بل كذلك للعلاقة القوية التي تجمعهما بالسعودية، خاصة وأن منتقدي خاشقجي، يصفونه بأنه يحمل "أجندات إخوانية"، وأنه يتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلدان الثلاثة.