أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب المستشفى الأردني ينقذ حياة طفلة وشاب بعد عمليات جراحية معقدة أميركا: التوصل إلى صفقة مع حماس أمر ممكن دوري أبطال آسيا 2 .. الحسين اربد يخفق امام شباب اهلي دبي الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل وصول طواقمنا للمحاصرين في شمال قطاع غزة بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان .. هل حدثت خروقات؟ البطاينة يستقيل رسميا من حزب إرادة يزن النعيمات يخرج مصابًا من مباراة العربي والاتفاق الحكومة: المستشفى الافتراضي يرى النور في 2025 الحكومة: الأردني يمتلك فرصة تاريخية للانخراط بالحياة السياسية تصويت: من سيكون أفضل لاعب بتصفيات كأس آسيا 2025 في كرة السلة للفلسطنيين .. عباس يصدر إعلانا دستوريا مهما وزير الصحة : المستشفى الافتراضي سيربط بين 5 مستشفيات طرفية الجامعة والبرلمان العربي يرحبان بوقف إطلاق النار في لبنان إيران: نحتفظ بحق الرد على إسرائيل وزير إسرائيلي: أمامنا الكثير لنفعله في غزة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام صديقي الطـــــــــــــــيب

صديقي الطـــــــــــــــيب

19-12-2010 10:53 PM

أيمن علي الدولات

التقيتهُ بعد قطيعة ثلاثين عاماً، لا قطيعة كره أو اختلاف، بل قطيعة فرضتها سوداوية الليالي التي عشناها صغاراً ننام على بطوننا كي نتناسى جوعنا، وحركت المخاوف من تكرارها في عقولنا كل ما حبانا الله من قوة سخرناها من أجل أن نقي أطفالنا مرارة ما عانينا.. صديقي الطيب سليمان أذكره مذ كان العجوز حمدان العمري سيداً لقبيلة الخوارزمي الأساسية للبنين التي كانت تقبع في وسط أزقة غويرية الزرقاء، وكان الخير حينها ما يزال يقبع في الكثير من قلوبنا التي كانت يوما.. قلوباً طيبةً.
حين كانت المطالبة بمصروفٍ يومي ٍ تعد تمردا شبه عسكري تواجه بإجراءاتٍ قمعيةٍ تصل حد التعرض للحبس الانفرادي في الحمام الخالي من كل وسائل الترفيه، ناهيك عن مشاكسات ساكنيه القدامى من مختلف أنواع الحشرات الزاحفة والطائرة والسابحة.. وحين كان (بوط أبو إصبع) أطول عمرا من معظم الرؤساء في أمريكا اللاتينية والشمالية والوسطى تتناقله الأقدام عبر الأجيال قبل أن يحال إلى التقاعد –قسرا- بعد زواج رفيقه الأول!!
صديقي الطيب سليمان التقيته لأجد الزمن قد حفر في عينيه الكثير من الحكايا والروايات، قابلني بابتسامة تمكنت قسوة السنين من تغيير بعض ملامحها لتجعلها أشبه بابتسامة طفلٍ كبيرٍ أو رجلٍ صغيرٍ، دارت عيناه لحظة التقينا وكأنها تبحث في تقاسيم وجهي وبين ثنايا التفاتاتي عن طفولةٍ حييناها يوما لكنها لم تحيانا.. طفولةً كانت أشبه ما تكون بالحياة على ظهر سفينةٍ تائهةٍ لا قبطان يسيرها ولا منارة تهتدي بنورها.. ورغم ذلك يملأ الأمل عيون بحارتها بأن يجرفها التيار يوما إلى شاطئ آمن.. مد يده يصافحني باحثا في كفي عن حنين تائه وشوق إلى أيام كنا نتمنى أن تمضي سريعا وعن ليالي لم يكن يقي عظامنا برد كوانينها سوى بطانيات الجيش، ويبحث بين أنفاسي عن صوت مؤذن مسجد العباس وعن رائحة الفلافل في مطعم الشيخ القديم وعن أيام (الزعرنة) البريئة.
صديقي الطيب سليمان كتيب أنيق لم ينتقص من قدره تراكم الغبار الذي أنجبته سنين القحط والغربة والتعب، سطوره ذكريات حبيبة وصفحاته مملوءة بالقصص الحلوة عن آبائنا ومخطوطة رائعة رسمت فيها شوارع الزرقاء وحاراتها الضيقة بماء الذهب، حين كان (الهامبرغر) حسب ظننا نوعا فاخرا من الحلويات لم نحلم بتناولها يوما، وحين كانت أقصى أحلامنا أن نركب بجانب السائق في سيارة (فولكس فاجن) حتى لو كانت واقفة، وحين كنا نتباهى كذبا\" بأننا قدنا سيارة مرسيدس أمام الرفاق ويكشفنا جهلنا أن (الهاندبريك) في سيارات المرسيدس يرفع بالقدم لا باليد، وحين كان امتلاك عصام (لطابة الشرايط) يعد سببا أكثر من كاف كي نحتسب تسديدته هدفاً في صالحه رغم مرورها بعيدا عن (قهقور الأحجار)، فقط لأنه قد يأخذ كرته ويمضي إن لم نفعل!!
حين كنا نحاول جاهدين تقليد (حميدو) بتنفيذ الضربة الصاروخية دون جدوى، وحين كانت ابتسامة منى اليتيمة التي جاءت عن غير قصد دليلا دامغا على قصة حب حقيقية بينها وبين أحد الرفاق وسببا مقنعا لمحاولته الانتحار يوم تمت خطبتها وللوقوف باكيا أثناء توديعه موكب عرسها وكأنه يقف على قبر حبيب في مقبرة معصوم.
صديقي الطيب سليمان قلادة من العاج سرقتها قسوة الأيام والليالي والقلوب، ثم أعادتها بعد ثلاثين عاما –رغم الغبار فوق جباهنا والحفر العميقة في خدودنا وأفئدتنا- متألقة مملوءة بالحب والوفاء والشوق والحنين ومملوءة أيضا بكروم العنب ومروج القمح والذرة وشجيرات شقائق النعمان!!

ayman_dolat@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع