أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة توافق على مذكَّرات تَّفاهم بين الأردن ودول اخرى بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الغاء إجراءات ترخيص المراكز الثَّقافيَّة من قبل وزارة التربية الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون أثناء وصول نتنياهو جيش الإحتلال: سنستهدف من يحل محل نصر الله لافروف: إسرائيل لا ترغب بالسلام أولمرت : إسرائيل اغتالت عماد مغنية عام 2008 بايدن: نصر الله كان مسؤولا عن مقتل مئات الأمريكيين وزير الخارجية: نحمل إسرائيل المسؤولية عن التبعات الكارثية لعدوانها على لبنان روسيا: 13 قتيلا وجرحى بانفجار محطة وقود غوتيريش قلق "بشكل بالغ" إزاء تصعيد الأحداث في بيروت غانتس: اغتيال نصر الله حدث مفصلي الصفدي يلتقي وزيرة الخارجية السلوفينية والا : جيش الاحتلال يفرض حصارا عسكريا على لبنان القسام: استهدفنا دبابة ميركافا إسرائيلية شرق رفح 11شهيدا حصيلة الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أمس مستو : مسارات طيران بديلة للأردن طقس العرب: . تقلبات جوية قادمة تستوجب ملابس أكثر دفئا ومخاطر (الرشح والإنفلونزا) مرتفعة أوستن: ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها خامنئي: دماء الشهيد حسن نصر الله لن تذهب هدرا
الصفحة الرئيسية عربي و دولي وقائع قتل غير مُعلن ،القصة الكاملة والغامضة...

وقائع قتل غير مُعلن ،القصة الكاملة والغامضة لغياب "خاشقجي"

وقائع قتل غير مُعلن ،القصة الكاملة والغامضة لغياب "خاشقجي"| فيديو

16-10-2018 11:16 AM

زاد الاردن الاخباري -

لم يسبق أن تلقيت تهديدات من هذا النوع
كانت الشمس تستعد للرحيل، وطائرة الخطوط التركية القادمة من واشنطن، تهبط في مطار أتاتورك في العاشر من سبتمبر/ أيلول و2018، في تمام الخامسة مساء.

على متنها كان جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المرموق، يفكر في محطته المقبلة بثقة وأمل. هو الآن يستعد للزواج والإقامة الدائمة في اسطنبول، محطته الثانية في المنفى بعد الولايات المتحدة. كان مدعوا للحديث في حلقة نقاشية بأحد المراكز البحثية، لكنه قرر البقاء أقل من شهرين لإنهاء إجراءات الزواج من السيدة خديجة جنكيز.

أحد هذه الإجراءات كان الحصول على وثيقة من قنصلية السعودية، تفيد طلاقه من زوجته الأولى. عندما راجع سفارة السعودية بواشنطن للحصول على الوثيقة بحكم إقامته هناك، طلبوا منه مراجعة القنصلية باسطنبول، كما لو أن الموضوع مخطط له مسبقا. قرر الاستعانة بمحاميه، لكن القنصلية في اسطنبول اشترطت حضوره بشخصه.

قبلوا أوراقه، وطلبوا منه الحضور لاستلام الوثيقة يوم الجمعة 28 سبتمبر.

مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول

في الحلقة النقاشية التي تحدث فيها، قدم ملاحظات بشأن التحولات التي يخضع لها الإسلام السياسي في اللحظة الراهنة، وعن حملة تقودها إدارة ترمب ضد الإسلاميين، وعن ضرورة فتح قنوات اتصال مع واشنطن لتوضيح الصورة.

وهو ينهي كلمته كانت الموسيقى تأتي من حفل زفاف بقاعة مجاورة بالفندق، فقال: هكذا تنتهي الجلسة، وألف مبروك للعروسين.

وضحك الحاضرون.

خارج القاعة تحدث لزملائه عن التغيير الكبير الذي تشهده المملكة، قال إن "بن سلمان يعيد تعريف الأعمدة الثلاث للحكم في السعودية، العلاقة مع علماء الوهابية، وتماسك أسرة آل سعود، وإنفاق الدولة على رعاياها. لكن يبقى البيت الملكي قائما على أعراف قوية، وأهمها احترام من يتولى السلطة".

عاد مرة أخرى إلى القنصلية يوم الجمعة 28 سبتمبر/ أيلول.

انتظر ساعة تقريبا، ثم أخبروه أن الوثيقة ليست جاهزة، وعليه الحضور بعد أيام.

صباح اليوم التالي كان في لندن للمشاركة في ندوة عن مستقبل السلام بعد 25 عاما من اتفاقية أوسلو.

من هناك اتصل بالقنصلية أولا ليتأكد من أن الوثيقة المطلوبة جاهزة.

طلبوا منه الحضور في الواحدة والنصف ظهر الثلاثاء لاستلامها، فغادر لندن إلى اسطنبول.

أقر خاشقجي لبعض أصدقائه وقتها أن لديه بعض الشكوك من التعامل مع القنصلية، لكن كان يقول: هذه بلدي أثق فيها ولا أظن أن يكرروا معي ما فعلوه مع أمراء ومعارضين اختطفتهم السعودية من الخارج، ولم يسبق أن تلقيت تهديدات من هذا النوع.

ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018، ترك جمال خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته خديجة جنكيز، وتواعد معها أن يلتقيها بعد أن ينهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية. عند باب القنصلية قال خاشقجي لخطيبته إذا لاحظتِ حدوث شيء ما، اتصلي بمستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أكتاي، وكذلك بالجمعية الإعلامية للعرب والأتراك وأخبريهم بذلك، حسبما روت السيدة خديجة.

وكانت المرة الأخيرة التي يظهر فيها جمال، قبل أن يتحول إلى خبر غامض يشد انتباه العالم بأسره.

اختفاء في القنصلية
انتهى الدوام الرسمي ولا يوجد أحد بالداخل
خديجة جنكيز "باحثة تركية مهتمة بالشأن العُماني"، كما تعرف نفسها على موقع تويتر. ولديها بحث بعنوان "التعايش المذهبي في عمان بعهد السلطان قابوس.

بعد مرور ثلاث ساعات لم يظهر جمال، فذهبت خديجة إلى القنصلية.

أحد رجال الأمن التركي قال لها: لا يوجد أحد بالداخل، وربما خرج جمال دون أن تلاحظي.

اتصلت بالقنصلية هاتفيا، فخرج لها شاب سعودي وقال: لا يوجد أحد بالداخل، انتهى الدوام الرسمي ولا داعي للوقوف أمام المبنى.

تنفي خديجة أن مسؤولي القنصلية سمحوا لها بالبحث عن خطيبها بالمبنى.

اختفى جمال عن العيون، لكنه أصبح ملء السمع والبصر، عندما وصلت قصة اختطافه لوسائل الإعلام، وشبكات التواصل، عبر قارات العالم الست.

اختفى جمال، وتضخم الغموض وعلامات الاستفهام.

هل مازال داخل القنصلية أم خرج منها؟

هل تم نقله إلى السعودية؟

هل هناك التباس ما، ينقشع عن عودة الرجل وبراءة القنصلية من دمه؟

وسط غبار الاحتمالات ظهرت بوادر الحقيقة المؤلمة.

كتيبة الإعدام
فريق من "المتخصصين" أشرفوا على المهمة
بعد زيارة خاشقجي الأولى للقنصلية منتصف سبتمبر أيلول، بدأت السلطات السعودية الترتيب للعملية.

صبيحة يوم الثلاثاء، الثاني من أكتوبر تشرين أول 2018، وصل 15 سعودياً، بينهم مسؤولون، إلى إسطنبول على متن طائرتين. جاء الفريق من بلدين مختلفين، لكن الثابت أنهم جميعا سعوديون. خرج الجميع من مطار أتاتورك غرب المدينة إلى مقر القنصلية في منطقة بيبيك على البوسفور.

وصلوا هناك بالتزامن مع وجود خاشقجي بالمبنى.

مكثوا بعض الوقت، وخرجوا رأسا إلى المطار، ثم عادوا لاحقاً إلى البلدين الذين قدموا منهما.

أعلنت مصادر الشرطة التركية أن مقتل خاشقجي تم بأيدي فريق متخصص بالقتل، أتى خصيصا إلى تركيا، وكان في استقبال الكاتب السعودي فور وصوله مقر القنصلية.

تم التحقيق مع خاشقجي تحت التعذيب حتى القتل.

وتم تصويره بفيديو أرسلوه إلى جهة غير معلومة بالسعودية، كما نقلت رويترز عن مسؤولين أمنيين في تركيا.

وأصبح عليهم أن يتخلصوا من الجثة.

وخطيبته خديجة تصر على أنه لم يُشاهد وهو يخرج من القنصلية، والسفارة بالكامل تحت رحمة العيون وكاميرات المراقبة.

سيارة الباص الصغيرة السوداء
هكذا تخلصوا من جثة جمال خاشقجي
رصدت الأجهزة الأمنية نشاطاً غير اعتيادي للأفراد، ومن ضمنهم أفراد غير مُعتمَدين، أتوا إلى السفارة بعد زيارة خاشقجي الأولى للقنصلية.

كتب الإعلام التركي عن سيارة باص صغيرة سوداء، مظللة بالكامل، لا يمكن مشاهدة ما بداخلها، وهي التي نقلت جثة الإعلامي السعودي بعد مقتله إلى جهة لا تزال حتى هذه اللحظة مجهولة.

وبحسب مصادر في الأمن التركي، فإن سائق تلك السيارة ليس موظفاً في السفارة السعودية، وهو مَن قام بحزم أغراض في صندوق السيارة وغادر السفارة.

السيارة كانت ضمن سيارات أخرى تقوم بالمهمة ذاتها.

وكان كل ذلك في نهاية يوم العمل الذي اختفى فيه جمال خاشقجي.

عاصفة الغضب
صباح اليوم الثالث تأكدت أنقرة من تفاصيل الجريمة
جمال قُتل داخل القنصلية بالفعل.معلومة تأكدت لدى الأمن التركي مساء الخميس، أي قبل تسريبها بيومين. ولم تكن أنقرة في الساعات الأولى على درجة عالية من الشعور بالقلق، ظنا أن احتجازه مؤقت.

قررت تركيا التواصل مع الأمير محمد بن سلمان، فأنكر الأمر برمته، وهنا بدأت الشكوك تتزايد في أن أمرا مريبا قد حدث، فتحركت الأجهزة جميعا للتحقيق، ومع صباح اليوم الثالث، الخميس، كانت الأجواء تقول إن الأسوأ قد وقع غالبا، وهو ما يعني مقتله.

المؤكد أن لدى تركيا أدلة تثبت ذلك، لكن الإعلان عنها يحتاج سياقا قانونيا وليس مجرد تصريحات سياسية.

أردوغان في حالة صدمة وغضب شديد. والأجواء في أنقرة شديدة الاحتقان وعلى كل المستويات، وهذه الواقعة سيكون لها تأثير كبير على العلاقات بين البلدين.

قررت أنقرة أن يمتنع السياسيون من الخوض في الأمر إلا بعد صدور تقرير المدعي العام التركي، خوفا من الاتهام بتسييس القضية، واستغلالها من الطرف الآخر. وكان ذلك السبب في إحجام أردوغان عن تناول الحدث نهار الأحد، لولا ضغط من بعض الصحفيين ومن شباب في الحزب ، فبدا كلامه غير حاسم.

 

 






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع