زاد الاردن الاخباري -
إعادة افتتاح معبر نصيب جابر تزيد فرص العمل وتوفر منتجات بأسعار في متناول مواطني سوريا والأردن وحتى لبنان. توقف التبادل بين سوريا والأردن لـ 3 سنوات أثّر بالغاً على اقتصاد الدولتين، وها هو المعبر يعيد تدفق الحركة التجارية. كانت السيارات تقف خلف بعضها البعض ترقباً للحظة التي تمناها التجار منذ زمن، بينما كانت عدسات الكاميرا تترقب عبور أول سيارة من الجهتين. ورغم الحضور الكثيف من القطاع الخاص في البلدين، إلا أن الغياب الحكومي كان السمة الأبرز. يومٌ غطته حتى وسائل الإعلام بحفاوة، وشهد دخول 196 أردنياً و52 سورياً، مع تحرك 91 مركبة في الاتجاهين. المعبر الحدودي يسمى معبر جابر من الجهة الأردنية ونصيب من الجهة السورية.
بعد إغلاق المعبر اقتصرت حركة الشحن على الموانئ
وكان المعبر أغلق عام 2015 نتيجة للأوضاع الأمنية في سوريا. الأمر الذي عطل التبادل التجاري بين البلدين، إذ كان يتم بالحد الأدنى من خلال الموانئ البحرية في العقبة واللاذقية وطرطوس.
وأعرب رئيس غرفة الأردن التجارية نائل كباريتي عن أهمية فتح المعبر كخطوة اقتصادية، مبيناً أنه في عام 2011 كانت العلاقات الأردنية السورية جيدة.
ومع افتتاحه تصل العوائد إلى 500 مليون دينار أردني
أما عوائدها في الصادر والوارد فكانت أكثر من 500 مليون دينار. وتعد سوريا ممر «ترانزيت» بين الأردن ولبنان وتركيا ودول أوروبا. وعند عودة هذه المسارات بطريقة صحيحة، وكما كانت في السابق فهذا يعني انتعاشاً حقيقياً للاقتصاد الأردني واللبناني. وأشار الكباريتي، إلى أن عوائد فتح المعبر على المواطن الأردني كبيرة جداً.
إعادة افتتاح معبر نصيب جابر تزيد فرص العمل
وأوضح رئيس غرفة الأردن التجارية أنه في حال «تحريك العجل» والمقصود، حافلات الشحن بين الأردن وسوريا، فهذا يعني زيادة الطلب على المنتجات التي تمر في ذلك الخط، وبالتالي زيادة فرص العمل. ووصل حجم الصادرات الأردنية إلى سوريا عام 2011، إلى 183 مليون دينار، ظلت تتراجع حتى وصلت إلى أقل من 30 مليون دينار عام 2016.
عضو المجلس الزراعي الأعلى صالح ياسين، أكد أن فتح معبر جابر- نصيب الحدودي يعني الكثير من الآمال للمزارعين. فالصادرات الزراعية الأردنية كانت تصل إلى سوريا ولبنان وتركيا وحتى بعض الدول الأوروبية الشرقية كروسيا وهنغاريا ورومانيا.
والأكثر استفادة هم المزارعون وأبناء الريف
وكانت صادرات المنتجات الزراعية قبل الأزمة أكثر من 60 ألف طن خضار وفواكة لدول أوروبا على نظام الترانزيت، ونحو 350 ألف طن تصدير خضار وفواكه إلى سوريا ولبنان. وبيّن أن ذلك سينعكس إيجاباً في جميع مناحي الحياة لدى الأردنيين، وتحديداً المزارعين وأبناء الريف العاملين في الزراعة.
وأكد أن فتح المعبر يعني قلب رأس المال في الأردن وتحريك دورته بشكل أسرع، ما يعني عودة الفائدة لجيب المواطن الأردني أكثر. كما سيشهد المعبر حركة بالاتجاه المعاكس، أي دخول البضائع السورية أيضاً للأردن، والتي كانت بجودة ممتازة وبأسعار زهيدة، ما يجعلها أرخص على جيب المواطن الأردني.
توقعات بارتفاع الحركة 3 أضعاف عمّا كانت عليه قبل الإغلاق
بدوره قال أمين سر غرفة تجارة دمشق محمد حمشو، إن حجم التجارة بين البلدين كان قبل الأزمة نحو 600 مليون دولار سنوياً. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ثلاثة أضعاف مع إعادة افتتاح معبر جابر نصيب، خصوصاً أن المعبر سيتم استخدامه لإعادة إعمار سوريا. وأشار حمشو لـ عربي بوست إلى أن جميع الاتفاقيات التجارية والجمركية بين البلدين، سيتم التعامل بها كما كان الوضع عليه قبل الأزمة من دون تغيير.
تكاليف الشحن قليلة والتوصيل في 48 ساعة فقط
وبيّن عضو القطاع المالي والمصرفي في غرفة تجارة الأردن علاء ديرانية، إن الفائدة من فتح حدود جابر – نصيب الحدودي هي فائدة عامة تجارياً وصناعياً وزراعياً وبالتالي مالياً. ففكرة قلب رأس المال خمس وست مرات في العام الواحد تختلف عن ما كان خلال فترة، الإغلاق والتي كانت فقط مرة كل عامين.
وأضاف ستكون تكاليف الشحن والاستيراد والتصدير من والى سوريا ولبنان وأوروبا بأقل التكاليف، وتمتاز بالسرعة فيكون الشحن خلال 48 ساعة لا أكثر. وقال إنه بعد عودة العلاقات بين التاجر السوري والأردني، سترفد الاقتصاد بمورد مالي إضافي بعيداً عن الفوائد كما كان سابقاً.
وحركة النقل تفتح خطاً نحو الخليج
ويعني بالضرورة تحريك «الترانزيت» للخط الخليجي، وهو ما يستفيد منه المواطن الخليجي أيضاً. ومنذ صباح اليوم الإثنين، استعدت نحو 5 آلاف شاحنةٍ أردنية لعبور الحدود، بعد جاهزيةِ 172 مكتباً لتخليص البضائع. وأكد مدير مركز حدود جابر العقيد عماد الريالات أن جميع الأجهزة الأمنية والموظفين داخل مركز حدود جابر بكامل الجاهزية لاستقبال قوافل الشحن.
هذه شروط الاتفاق بين الدولتين
وأعلنت الحكومة عن تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه اللّجان الفنية الأردنية السورية بشأن إعادة فتح المعبر على الشكل التالي:
سيكون عمل الحدود في كلا الدولتين من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساء.
يُسمح للمواطن الأردني بالمغادرة لسوريا بسيارته الخاصة او مسافراً عادياً.
يُسمح للشحن الأردني بالمغادرة إلى سوريا حسب الاتفاقية الأردنية السورية.
يسمح للأردني المقيم في سوريا بالدخول للأردن عبر المركز الحدودي.
كما يسمح للسوري القادم للأردن من سوريا بالدخول بعد حصوله على موافقة أمنية مسبقة.
يجيز الاتفاق للشحن السوري القادم للأردن الدخول بعد اتخاذ إجراءات التفتيش المطبقة.
يسمح للسوري الحاصل على بطاقة مستثمر بالدخول بدون موافقة مسبقة ويسمح له بإدخال سيارته الخاصة.
كما يسمح لسائقي السيارات السورية العمومي بالدخول للأردن لنقل المسافرين دون موافقة مسبقة وضمن آلية تم الاتفاق عليها بين الدولتين.
وافتتاح المعبر خطوة إيجابية بعد فتور العلاقات بين سوريا والأردن
وأشار مصدر مطلع لـ عربي بوست، أن غياب أي ممثل للحكومة سببه أن هذه الإجراءات يستفيد منها القطاع الخاص تحديداً. وقال إن العلاقات الأردنية السورية على المستوى الرسمي لا تزال تعاني فتوراً جراء الموقف الأردني من الأزمة السورية.
ورغم أن الأردن لم يدعم المعارضة السورية بالسلاح، إلا أنه يتخذ موقفاً متقارباً من الموقف الخليجي، وتحديداً الإماراتي السعودي، في التعامل مع الملف السوري المعارض، على حد تعبيره.