بقلم محمد ربابعه
ودع الشعب الأردني بالأمس علم من أعلام هذه ألامه العربية والاسلاميه , انه العلامة والشيخ الجليل الشيخ نوح القضاة . فقد كان رحمه الله كنز وثروة من العلم والمعرفة في العلوم الاسلاميه من الصعب تعويضه في هذه الأيام , وكان رجل يقول كلمه الحق ولا يهادن فيها ما دام ذلك يرضي الله عز وجل ,ومن عرف شيخنا الجليل وجالسه ولو لمرة واحده لا يملك إلا أن يقول كل شيء خير فيه فقد كان يملك الورع والتقوى ,ولا يخشى في الحق لومه لائم , وكان رحمه الله مرجعا لأبناء ألامه عندما تتعقد الأمور وتحتاج من يحلها , وكان واعظا وناصحا في المسائل التي تهم مصلحه الإنسان المسلم, وكان منارة نستعين بها عندما يحاصرنا الظلام ,ومفتاحا عندما تغلق الأبواب .
لقد كان لي الشرف العظيم في لقاء شيخنا الراحل طيب الله ثراه عندما كان يشغل منصب قاضي القضاة وذهبنا إليه في مسالة تحتاج للحل ونريد معرفه رأيه فيها , وكان معي ثلاثة من أقاربي وعند السؤال عنه عرفنا انه ذهب إلى المسجد القريب من بيته في بلده أيدون, فذهبنا إلى المسجد ووجدناه يقرأ القران وكان الوقت بعد صلاه المغرب, فسلمنا عليه وطلب منا أن يحضر كل واحد منا نسخه من المصحف الشريف , وان نجلس على شكل حلقه , وكما هو معروف في حلقات العلم , وأراد أن يقرا كل واحد منا بعض الآيات من القران الشريف, وكان يريد بذلك معرفه قراءه القران من قبلنا والطريقة التي نقرا فيها كتاب الله, وقد رأيته رحمه الله دقيقا ومتابعا لكل حرف ولكل كلمه نقراها , وكان يشدد على أحكام التجويد والنطق الصحيح للكلمة والتشكيل السليم في اللفظ , ولكنه لم تعجبه القراءة كما يريد , فقال لنا وهو يبتسم رحمه الله (إذا كنتم تريدون حل مشاكلكم فاقرءوا القران جيدا ) وبعدها ذهبنا معه لبيته وعرضنا عليه المشكلة وقدم لنا الحل المناسب .
من عرف الشيخ نوح رحمه الله عرف الأمانة وتقوى الله فقد تسلم آخر أيامه مفتي المملكة وفي نهاية العام وجد فائضا من المال يقدر المبلغ بنصف مليون دينار فأعاده لخزينة الدولة ,وهذه سابقه في تاريخ الأردن أن يعاد فائضا من المال من أي دائرة أو مؤسسه موجه بذلك رسالة إلى الآخرين لعلهم يسيرون على نفس الطريق ولكن هيهات .
رحم الله فقيدنا الشيخ نوح القضاة واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .