صدق أو لا تصدق , بدا الشعب الاردني يترنح من اعباء الحياة الثقيلة والشعب الاردني اثبت بأنه جبل ويا جبل ما يهزك ريح ولكنه بدأ يتعرى وماذا بعد ذلك , حيث تصريحات الحكومة عن نمو الاقتصاد الاردني وسداد الدين الخارجي والاستثمارات وكل هذا بحد ذاته يجب ان ينعكس ايجابيا على الشعب الاردني وهذا من وجهة نظر الحكومة .
ومن وجهة نظرتنا للأموروحقيقة اننا نرى تراجعا اقتصاديا كبيرا في البلاد ويعود ذلك الى هيمنة الحكومة على عناصر ومقدرات التنمية الاقتصادية سواء كان ذلك من خلال احتكار ملكية الاراضي او الاليات الاقتصادية المكبلة للحركة الاقتصادية وعدم ربط الحكومة الرواتب بالتضخم او غلاء الاسعار .
وعندما نتطلع على ما يسمى برنامج عمل الحكومة خلال السنوات الماضية تجده يتضمن العديد والكثير من الأهداف والبرامج والمشاريع المتكررة التي تنم عن قصور الفكر الاقتصادي , متسائلاً اين دعم المستثمر الصغير والمشروعات الخاصة بالشباب والخريجين موضحا انه من الأمور المتناقضة تجد شعارات تنادي بالتنمية والخطط والبرامج التنمية , مضيفاً ألا يكفي ما وصلت اليه الأوضاع الأقتصادية في البلاد من فشل برامج الحكومة .
ونحن على قناعة تامة بمجموعة من الأفكار والخطوات الاجرائية التي يجب ان تتبناها الحكومة لكي تفرز لنا في المحصلة النهائية اقتصاداً وطنياً راسخ الأركان متجدد الحيوية , قادراً على العطاء المثمر من خلال دوران عجلة الانتاج بكل فاعلية في المجالات الاقتصادية الحيوية .
وهذا الشعب الذي بدأ يترنح ولكنه مع ذلك يتحمل الكثير الكثير في سبيل وطنه وذاق المر وما زال يتذوقه كل يوم , فلا بد من ايجاد حل ينصفه ولو وسطي لكي لا يقع في باب المجهول , على ان تقوم الحكومة وبكل جدية على محاربة الفساد بشتى انواعه والرشوة وسيطرة المتنفذين على ثروات البلاد وتحجيم حيتان السوق ولنرى اين مليارات الاستثمارات التي سمعنا ونسمع بها على ارضنا الاردنية وللان لم نستفد منها شيئا سوى تصريحات حكومية لا تغني عن جوع والوضع العام يوميا من سيء الى اسوأ.
وبرأيي الشخصي المتواضع سياسة الدولة المتمثلة بالحكومات السابقة والحالية واللاحقة هي المسبب الحقيقي لكل هذه الأزمات والإحباطات , حيث لم تراعي يوما الحالة الاقتصادية والاجتماعية لشعبنا الذي يحب وطنه ويضحي من أجله والحكومات تضحي به , وهمها الوحيد كيف تحصل على دخل لتغطية الميزانية , وترفيه معالي وعطوفة وسعادة وغيرهم , ناهيك عن الفساد المستشري في المجتمع , ولا نسمع إلا ضرائب جديدة وذكرونا بالأتراك عندما حكمونا حيث عندما تقل أموالهم كان الحل ضريبة وكانت أنواع وحكومتنا والحمد الله تبرر وتقنع المواطن بالضريبة حتى وصلت الأمور إلى حيز البرستيج الأعلى حيث تبعث لنا رسائل شكر , وهي تقدر قيمتنا مجازياً . بدل أن تعمل تنمية اقتصادية حقيقية وحقيقة ما في داعي لذلك ما دمنا موجودين وندفع ضريبة حبنا لوطننا .