بقلم: وليد خليفات
فقيرة هي تلك النفس البشرية التي تجافي ولا تسُامح ،، تأبى أن تعيش ومن حولها في أُلفة وطمُأنينة ومؤانسة ،،، وما هي إلا أشجار" تساقطت أوراقها قبل فصل الخريف ،،، وورودا" ذبلت على أغصان" قد غادرها شذاها فأصبحت خاوية على عروشها ،،،، فالنفس البشرية التي لا تتقبل التسامح مع الآخرين هي صخور" جرداء لا تتفجر منها قطرة ماء ولا تنُبت في زواياها نبتة خضراء لأنها مُغلقة من جميع جهاتها .
بالأمس علمنا أن الجريمة أو الجنحة أو الخطيئة التي ارتكبها الكاتب حازم عواد المجالي لكي يتم التحقيق معة في مكتب المدعي العام هي نشر مقالة من جزئين بعنوان "مجنونة وسلموها دحنونة" بتاريخ 13/9/2010 ثم علمنا أن الكاتب نفسة قد قام بالاعتذار عن أي كلمة وردت في المقالتين المذكورتين فيها أي تجريح أو إساءة في اللفظ أو المعنى لمعالي صالح القلاب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون حينها وذلك بواسطة مقال رسمي بعنوان " توضيح إلى السادة القراء" بقلم حازم عواد المجالي تاريخ النشر 3/10/2010 وانتهت القصة ذلك الحين ؟؟؟
ربما يقرأ كل قارئ تلك المقالتين التي قام قام بنشرهما الكاتب ورغم أنني وكسائر القراء الذين تمعنت بهما على المواقع الإلكترونية فقد كنت لا أجد فيهما أي تجريح شخصي لمعالي صالح القلاب أو للسيد فراس نصير مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحالي وذلك مقارنة مع ما كتبة البعض عن شخص معالي صالح القلاب سابقا" ردا" على أرائة وتوجهاتة الشخصية في بعض أو كل ما ذكر عنة إعلاميا" ومنها مثلا" ماقالة عن الشهيد الراحل صدام حسين وعن إيران وحزب الله وسياسات بعض الدول العربية في عدة مقالات صحفية وحوارات تلفزيونية ، وما قرأناة في المقالتين إنما كان إنتقادا" لمسؤولين على كيفية الإدارة لمؤسسة رسمية لطالما عانت من الأزمات بسبب ظروف خاصة مرت بها ومن ترأسها وعمل فيها مديرا" أعلم منا بها وليس للنيل من سمعة أشخاص ولكن هي أمور قد لاتخفى على أحد ،، لأنها بالنهاية مؤسسة إعلامية رسمية ويحق لأي كان أن ينتقد إدارتها إذا كانت هناك بعض الملاحظات اوالتقصير إن وجد أو يثني عليها ويمتدحها في كل إيجابيات أدارتها إن وجدت فلماذا الإستياء الذي قد لانجد لة مبررا" ؟؟؟
ولا ننسى أن الحكومات تعاني أحيانا من عجز في الميزانية وتعلن ذلك صراحة وينتقدها الكثير من أهل العلم والاختصاص والصحافة ولكن لا تصل الأمور للرد على مقال صحفي فية الأنتقاد ؟ بشكوى رسمية ومحاكمة فيها كيل كبير من التهم الكبيرة والصغيرة وتُعلق أسباب الأزمات والضيقة المالية فيها على ذلك المقال ويكون مادة أساسية هي سببا" في الخسارة أو الربح ويلحق بها وبإدارتها ضرر مادي ومعنوي حتى يكون الظن بالقول أن هناك هشاشة في عظام هذة المؤسسة .
وهنا نقول أنة مهما كان رأي الكاتب بالمسؤول، ومهما بلغت حدة الانتقادات والأختلاف في التوجهات والرؤى، فأنة يبقى إنتقاداً فية نية الإصلاح ، وكلنا يعلم أن للنقد أصول وللتعبير عن الامتعاض للناقد حدود لا يجوز تجاوزها إلى حد الإنتقام والبحث عن العقاب لة ،،، وفي كل مراكز الدولة هناك من عامة الشعب من لا يرضى على أداء مسؤول حكومي، وهناك من لا يعجبه سلوك آخر والعكس صحيح فالكمال لله ولا أحد بلا أخطاء وبالنهاية حال الكاتب يقول (قلمي يكتب مايريد ويعبر عن رأيي وليس المهم أن يرضي ضمائر من أكتب عنهم، ولكن المهم هو أن يرضي ضميري وضميرالقاريء )
والسؤال الذي يطرح نفسة لماذا نستكثر على الكاتب حازم عواد المجالي إنتقاد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وهل فعلا" بالمقالتين المنشورتين قد أضر بسمعة المؤسسة وإدارتها و..و.... الخ ؟ في حين أنكم يا سيد فراس نصير كنتم تعملون في محطة فضائية خليجية كانت تتعمد توجية الأنتقاد للأردن شعبا"وحكومة وتنتقد السياسة الداخلية فية وتفتعل الأزمات لة بين الحين والآخر بهدف الإضرار بة والمساس بوطنيتة وسمعتة وعروبتة وكانت تلك المحطة تأتي لنا كل يوم بجديد إلى أن وصل بها الأمر بالسماح للبعض بالتحدث عن رمز الأردن وبانيها الأول الملك حسين رحمة الله ، ولم نكن نسمع منكم حينها أنكم تقدمتم بشكوى ضدهم ، فهم من أساء إلى الأردن بأكمله وليس بحق أحدى مؤسساته بل على العكس كان حضرتكم حينها رئيس قسم الشرق الأوسط للأخبار باللغة الانجليزية لهذة المحطة أي بمعنى أنك كنت ممن ينظمون وينسقون وينشرون الخبر وهي بالنهاية مشاركة فعلية معهم في كل مايقولونة ويسوقونة عن الأردن ورموزها فنحن أردنيين ومن الواجب علينا أن ندافع عن الوطن إذا أساء البعض لة حتى لو كنا خارج أسوارة .
واللافت للنظر هنا ما نطرحة من تساؤلات منها هل مصير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون يتوقف على مقالة نُشرت على المواقع الإلكترونية ؟ أليس المفترض أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ملزمة بالاستماع إلى الرأي والرأي الآخر مما لايجعلها تتأثر بالنقد أو السخط الذي ينتاب إدارتها أثناء إنتقاد الآخرين لها ؟؟؟ وبخلاف ذلك فأن حرية الرأي تكون سلوك غريب في عالم اعتاد التعبير بصمت .
ولتذكير الإدارة الموقرة لهذة المؤسسة نقول أن نبينا رسول الله صلى الله علية وسلم وهو أشرف الخلق كان لا يغضب حين كان يخاطبه الأعرابي ويقول لة "اعدل يا محمد" ، وكذلك سيدنا عمر بن الخطاب الذي لم يتوانى بالقول " أخطأ عمر وأصابت امرأة"، فكيف بنا أن نتقبل أن يُنتقد عمربن الخطاب ولانتقبل أن يُنتقد معالي صالح القلاب أو السيد فراس نصير إذا كان هناك من أخطاء ذكرت وعلى إفتراض سوء النوايا فربما يوافقني الكثير إن الكاتب حازم عواد المجالي إن لم يكن بحكم المنصب والقوة المادية ، فأنة بقوته الأدبية والإعلامية التي أثبتت أنها قد إستفزت إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بمقالاتة التي نُشرت وكانت سببا" مباشرا" لكل الدمار الذي لحق بهذة المؤسسة حسب الإدعاء والشكوى ضدة ، لذا أقولها وبآمانة أنة كان لزاما" على المسؤلين لهذة المؤسسة دعوتة ومناقشتة بموضوعية كصحفي ناقد عن كل ما فاض بة قلمة من نقد بناء تجاة المعلومات التي ذُكرت وإن كانت بعض تعليقات القراء على المقالتين وهم من موظفيها تؤيد ما قيل .
لقد آن لنا أن نترفع عن أبسط الأمور ، وأن نحٌمل مبادئنا بقلوبنا لننسى الضغائن ونرحب بقبول الاعتذار فهو شيمة الكرماء الذي يعرفون قدر الشجعان، ليتنا نكون جميعاً شجعاناً فنعتذر لمن أخطأنا في حقهم ولنكن جميعاً كرماء، فنتقبل اعتذار المعتذر وندعو الله دائما" أن يحفظ الأردن ملكا" وشعبا" ويصون حريات الأردنيين تحت ظل القيادة الهاشمية .