الكاتب علي يوسف المومني
يعرف هؤلاء السماسرة الاحياء جيدا ، ويجوبون الشوارع وهم على دراية بسكانها الكائنين والراحلين ، المستأجرين والمالكين والمسافرين والمقيمين ، يعرفون اشياء كثيره جيدا ، اغلبهم لا يملكون مكاتب عقارية ، ولكنهم يجتمعون في كثير من الزوايا . فمثلا ، تجد منهم من لا يمارس ايه مهنه منذ عقود ولكن الجلسات الضيقه والقديمة لا تمنعه من التداول باحاديث وارقام عالية جدا وخيالية تفوق احجامهم واوزانهم ومواقعهم ، فيستطيعوا اقناع بعض الناس البسطاء بان اقدر الناس على اللغه ومفرداتها هم من لم يتعلموها ولا يمارسوها بغيه مكاسب خاصه يسعون اليها . ولانهم يعرفون بان الفقر يمنع قدره الناس على شراء القصور يروجون للبيوت الصغيره والتي قد لا يدخلها الضوء على انها الافضل فقط لانهم يحققون ارباحهم من خلال هذه الرخائص في اسعارها متناسين ومتجاهلين كل المزايا التي لا تخفى على احد للقصور العاليه والصعبه المنال .
يوجد نوع من السماسرة الذين تطوروا بدورهم وصفاتهم ، على شكل ينسجم مع افرازات العملية الديمقراطية ومع النتائج المتواضعة ، التي تقدمها المجالس المنتخبه للحياة الأردنية على العموم ، إذ أصبح لدينا نوع من \"السماسرة الجدد\"..بمواصفات أقرب الى صفات \"عرابي العصابات\" ، إذ يكونون غالبا من المرفوضين عند الناس ، يقبعون في أسفل الهرم الأخلاقي ، يتعاملون مع \"سطحيي المجتمع\" ، ولديهم - غالبا - صفحات من الأسبقيات في السوء ، ومعروفون عند المحترمين من الناس ، بأنهم المثل الاجتماعي الأسوأ.. لكنهم يقومون بدور مؤثر في العملية الانتخابية ، خصوصا عندما يكون المرشح غير سياسي أو مثقف ، وتاجرا ، يريد الوصول الى هدفهم بأي ثمن..،،
هؤلاء السماسرة ، لعبوا دورا كبيرا في ما مضى ، ونجحوا الى حد بعيد في \"تلويث\" فكرة \"الانتخاب\" ، إذ تحولت المفاهيم من انتخاب الأصلح الى انتخاب الأغنى والأقدر على \"الدفع\" ، وهي القيمة الوحيدة التي يحرص الناخب القادم عن طريقهم للحصول عليها من العملية الانتخابية ، فشعار هؤلاء الناخبين أصبح\"مصلحتي فوق كل المصالح\" ، ولا يمكن أن يكون الوطن ضمن هذه المصالح أو ضمن خيال مثل هؤلاء الناس ، الذين أقنعهم \" تاجر\" بأن يبيعوا صوتهم وموقفهم وشرف مواطنتهم ، الى \"عابري سبيل السياسة\" الذين اقتضت مصالحهم أن يتواجدوا في مجالس صناعة القرار.
\"السماسرة الجدد\"..هم ظاهرة تعبر عن اختلال ميزان القيم ، وتراجع ثقة الناس بالمجالس المنتخبه ، ووجودهم وتكاثرهم حول بعض المرشحين ، هو التحدي الأبرز الذي يواجه الحكومة في مسالة \"نزاهة الانتخابات\"..
مجتمعنا نظيف ونزيه ، ويجب أن يكون اختياره وقراره نزيها ، ولن نتأكد من \"النزاهة\" إلا عند رؤيتنا لنتائج صناديق الاقتراع.. وسماسرة الأوطان وعشاق الازمات الذين يحاولون شق الصف بين أبناء الوطن الواحد و جرهم إلى الفوضى والصراعات باشكالها فيقومون بزرع الفتن و النعرات و بث سموم ما تفرزه أنفاسهم المغرضه و نواياهم الغير صادقه مع الوطن وتسميم أجواء الأمن والاستقرار وإيقاف عجلة التقدم والازدهار التي شهدتها بلادنا لتحويل الوطن إلى ساحة يمارسون فيها عبثهم وفسادهم الوطني والأخلاقي معتبرين هذا الوطن وسيلة لتمرير أعمالهم المشبوهة أو أداة لإرضاء الأعداء ، لكن خاب فألهم و يئست أحلامهم وطاشت سهامهم . لهذا نقول لكل من يحاول التربص بالوطن أو يعمل على تشويه صورته في وسائل الإعلام الخارجية والداخليه ولكل من يصف الوحدة بأنها احتلال أو استيلاء بسبب فقدان مصالحه الذاتية فأصبح يدعو للتمرد اوللانفصال ، إن هذه الممارسات ستكون وبالا عليهم قبل غيرهم لأن وطننا أصبح بفضل الله عز وجل وحكمة ربان السفينة الوحدوية الملك عبدالله الثاني وطننا راسخاً وقوياً وصلباً ويصعب عليهم و على أمثالهم جعل الوطن ميداناً لتنفيذ دسائسهم ومؤامراتهم . وأن أبناء اسرتنا الاردنيه قد عرفوا على مدى الأزمنة والعصور بإخلاصهم وولائهم لثوابتهم الوطنية .
الكاتب : علي يوسف المومني aliyos6@yahoo.com