معتصم مفلح القضاة
بعد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وتدفق عشرات الوفود السياحية اليهودية إلى الأردن، أقدم مالك أحد المطاعم السياحية في جرش على طرد وفد إسرائيلي قدم لتناول الغداء في مطعمه، لأنه لا يستقبل اليهود والكلاب كما أشيع عنه في حينها.
وكتعويض لخسارة هذا المطعم جراء ما سيلحق به من هذا التصرف، اقترحت بعض الشخصيات الوطنية والشعبية والحزبية في حينها أن يتم التوجه إلى المطعم وتناول الغداء أو العشاء فيه دعماً لموقفه المشرف، تمت الزيارات وتم الدعم وكانت النتائج ايجابية لأبعد الحدود.
اليوم تقف تركيا موقفاً فيه من الدفاع عن شرف الأمة العربية والإسلامية ما لا تطيقه الكثير من الحكومات العربية، تقف تركيا بكل قوتها السياسية في وجه الغطرسة الصهيونية، تطالب نيابة عنا وتتحدث باسمنا وتضحي من أجل حقوقنا.
تركيا اليوم غير تركيا الأمس، فتركيا الأمس باعت الدين لأجل عيون العلمانية بهندسة صهيونية بحتة، أما اليوم فالوضع مختلف، حيث تعاقب من الاتحاد الأوروبي بسبب مواقفها ، وتضيق عليها السياسة العالمية بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ، حتى أن علاقاتها بالدول العربية لا تمر إلا عبر طريق طويل غرباً.
تركيا اليوم بحاجة إلى موقف أشبه ما يكون بموقف الفعاليات الشعبية والسياسية في الأردن من المطعم الجرشي، إذ نحتاج لوفود السياحة العربية أن تحول وجهتها إلى المدن التركية بدلاً من شوارع لندن وشواطئ استراليا، نحتاج منها أن تتنزة في جبال تركيا بدلاً من إنفاق الملايين في سويسرا والمانيا وغيرها من الدول.
وربما هي الحاجة أن تتوجه الشعوب السائحة والتي تملك حجم إنفاق على السياحة الخارجية يقدر بعشرات المليارات إلى تركيا وإلى دول عربية بدلاً من إنفاقها هناك. وسنرى عندها ما هو الأثر الايجابي لهذا الإنفاق..