قديما حين كان هناك ما يسمى اتحاد سوفييتي كان (بطيخة) قائما على بضع من فتيان الحارة يحفز فيهم حب الجهاد في تورا بورا أو في اريتريا أو أي داهية خارج الوطن العربي المهم أن يكون بعيدا عن فلسطين وعن مخيمات لبنان التي تحترق تحت نار الإجتياحات الصهيونية حينها .
وأي جدال مع (الشيخ بطيخة ) بأن فلسطين أحق بالنضال كان ينتهي بإعلان للشيخ بطيخة بأن المجادل من أتباع إبليس وماركس ولينين.
وحين تغيرت قواعد اللعبة وأشكال اللاعبين أصبح لا بد من إيجاد دور (للشيخ بطيخة) في تشتيت المنهكين واللعب في البوصلة بين اليسار واليمين....
وعند أول إشارة من صاحب الزمان والمكان في ولاية أصفهان ... فاض (الشيخ بطيخة) مقاومة....فتأبط الأرض والبشر، وفي الخاصرة الملتهبة أصبح فيما أصبح كبير القادة وأمير السادة، حوله جمّع الفتيان والغلمان، ففتح مشروع الإمارة لكل من شب في ذقنه الشعر وذاق من نفسه القهر... وفي ليلة ظلماء اشتد عليهم إيمانهم لدرجة العهر المشرع في ليالي المتعة....فاستلوا السيوف والمقاليع وتمترسو بدعاء السادة من قم ومن السيدة زينب وحرروا حارة المقاطيع من كل شيء لا يتناسب مع لون لباسهم الأسود .
طال الصمت الآن، والصمت لهم قاتل وفاضح... فلا مانع من قرع الطبول قليلا.... وبعض من الرقص بين ( المقاومة ) وبين الهدنة التي لبست النقاب احتراما للذقون المؤمنة.... (إفسحوا المجال لبعض من عشاق المرجلة وغضوا الطرف عن قليلا من صواريخ تشتاق للملحمة ولكن دعها تأتي في الصحراء التي تحتاج لبعض التسلية ) .
يمارسون المسرحيات الشرعية ،( مقاومتهم ) لشلومو أصبحت لهم سلعة ، والحرب مع أبناء جلدتهم تألقت فيها فتاوى حرب الردة ، ونحن لا نقرأ الجملة لآخرها ونكتفي بالعنوان فيكفي أن يضع (الشيخ بطيخة) في أعلى الصفحة كلمة ( الفرقان ) مثلا ليصبح كل أبناء الوطن المقتولين في غزواتهم ونزواتهم .... كفار.
من تخمتنا وتنبلتنا الفكرية أصبح لا يستطيب لنا البحث والسؤال، فنحن لا نبحث عن قرار ولا عن من يوجع رأسنا بالواقع المجنون... نحتاج فقط لمن يعطينا أي خلاصة نمارس العري فيها ونغرق بالأحلام والتمنيات بالحوريات، وحين يبلغ فينا (الحماس) أشده....نلبس الدشداش الشرعي ونسمع أناشيد اللطميات ونبدأ التصفيق لقتل كفار غزة في الساحات والتحضير لفتح رام الله وتحريرها من أطفال المخيمات ........وهنا يكمن سر الشيخ بطيخة في تجميل الموت سحلا ، ففي الذقن المحنّاة والمسبحة والمسواك سر الحصانة ... وما تحت البداية وما بعد النهاية يجلس الشيطان وشلومو ومعلمهم (الشيخ بطيخة) يقتسمان الغنائم والتمائم ......والمقرف في الموضوع أن كل ذلك باسم ( المقاومة ) .
جرير خلف