حوادث قاتلة لعدم توسعة طريق العمري - مثلث الزرقاء

زاد الاردن الاخباري -

أعاد حادث الخميس الماضي على طريق الازرق الذي ذهب ضحيته 3 من الاشقاء البحرينيين وأصيب 55 اخرون ، مناسبة الحديث حول الطريق الذي بات يحصد أرواح المواطنين والزائرين للمملكة ، الى جانب تكبد المملكة خسائر مادية كبيرة لعدم توسعة طريق العمري - مثلث الزرقاء.

تمثل حدود العمري بوابة برية تربط كافة دول الخليج مع بلاد الشام وتركيا واوروبا عبر الاردن ، حيث أنشأت السعودية منذ عدة سنوات طرقا برية طويلة ، كل طريق بعدة مسارب مع كافة دول الخليج تصل جميعها الى حدود العمري الاردنية لتتوجه كافة مستوردات دول الخليج والسعودية من بلاد الشام واوروبا عبر اساطيل برية من خلال هذا الطريق.

وفي الوقت ذاته قامت سوريا بانشاء طريق دولي بعدة مسارب ينطلق من حدودها مع الاردن وحتى تركيا للاستفادة من مرور القوافل البرية من خلال اراضيها والمتجهة الى دول الخليج.

وفي الاثناء لم تتنبه وزارة الاشغال العامة للتحول التجاري البري ما بين دول الخليج وبلاد الشام واوروبا ، حيث بقي طريق العمري ولغاية مثلث الزرقاء بطول حوالي 130كم بمسرب واحد ضيق.

ومع تزايد الاساطيل البرية العابرة لهذا الطريق ، وكذلك مرور رعايا دول الخليج الى سوريا ولبنان وتركيا بسياراتهم الصغيرة ، واختلاط هذه السيارات مع الاساطيل البرية (الشاحنات) من خلال الاردن ، أصبح الضغط على هذا الطريق كبيرا ، واصبحت حوادث السير فيه قاتلة خاصة للعائلات الخليجية ، كما اعتبرت إحصائية ادارة السير على مدار السنوات الماضية هذا الطريق "طريق الموت".

ويجسد الطريق ، الذي أنشئ عام 1974 وكان الهدف منه في ذلك الوقت ربط شمال المملكة العربية السعودية بالاردن فقط ، ثروة مالية هائلة للاردن ، لان كافة الاساطيل البرية تدفع رسوما خلال مرورها على كل شاحنة ، ويمكن للاردن ان يحقق اكبر فائدة من جغرافية موقعه المتوسط بين دول الخليج وسوريا ولبنان ودول اوروبا.

وبالنظر الى ان طريق العمري - الزرقاء بقي بمسرب واحد ضيق ، ولم يواكب هذا التحول التجاري البري ما بين دول الخليج وبلاد الشام ودول اوروبا ، فان هذا الطريق ونتيجة لكثرة حوادث السير عليه لم تستطع الاساطيل البرية والمركبات الصغيرة السير عليه بالسرعة المناسبة. لذلك عزفت الكثير من شركات النقل البري المكلفة بادامة المستوردات البرية بين دول الخليج واوروبا عن سلوك هذا الطريق مستعيضة عن ذلك بارسال بضائعها عبر البحار ، حيث فقدت المملكة هذه الميزة الاستراتيجية لهذا الطريق الدولي ، واصبحت خسارتنا الوطنية تتجاوز مئات الملايين من الدنانير سنويا ، بسبب عدم تحويل هذا الطريق الى دولي بمسربين.

ووفق الاحصائيات الصادرة عن مديرية الامن العام ، بلغت اعداد الحوادث على طريق الازرق - العمري العام الماضي 58 حادثا نتج عنها 56 جريحا و8 وفيات. اما اعداد الحوادث ونتائجها لطريق الزرقاء - الازرق ـ من اشارة خو لغاية اشارة الازرق للعام نفسه فبلغت 164 حادثا نتجت عنها وفاة 5 أشخاص واصابة 67 آخرين.

السؤال المطروح الان ، أما آن لوزارة الاشغال العامة والاسكان أن ترصد لهذا الطريق موازنة لتوسعته ، وبالتالي الاستفادة منه ماديا كما عملت دول اخرى؟ ويتساءل المواطن الاردني والعربي على حد سواء: الى متى سيبقى هذا الطريق طريق الموت دون توسعة؟.

والواقع أنه لو بدأت الحكومة منذ ظهور هذه المشكلة بتوسعة 20 كم سنويا لاصبح الطريق دوليا وانتهى العمل به الآن ، لان هذه المشكلة يعاني منها مستخدم طريق الموت منذ اكثر من عشرين عاما.


نايف المعاني / الدستور