أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب المستشفى الأردني ينقذ حياة طفلة وشاب بعد عمليات جراحية معقدة أميركا: التوصل إلى صفقة مع حماس أمر ممكن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عبد الله النسور .. عندما يحجب الثقة .. !

عبد الله النسور .. عندما يحجب الثقة .. !

25-12-2010 11:56 PM

محمد حسن العمري


-1-

قبل ايام من اعلان نتائج انتخابات مجلس النواب الاردني الحالي ، كان يتوقع في ظل غياب المعارضة الرئيسة فوز اربعة رموز كبيرة من أركان الدولة الأردنية ، احدهم وهو دولة السيد فيصل الفايز الذي صار الى رئيس المجلس والأخر وهو المجالي صار إلى تحالف ضمني مع الحكومة ، فيما لم ينجح السرور الذي صار إلى وزير الداخلية ، ولم يكن يتوقع بالمطلق ان يصير اعرق هذه الرموز السياسية ، وهو الدكتور عبدالله النسور الى المعارضة..!

كنت قد استمعت قبل ذلك إلى لقاء متلفز مع الدكتور النسور عبر فضائية خاصة ، وهو المعروف منذ الفته نائبا قبل عشرين عاما ، أنيقا لبقا واضحا ، قال بالحرف الواحد انه لم يطلب منه احد ان يترشح لمجلس النواب في إشارة إلى ما كان يتناقل وقتها ان الدولة تدعم بعض المرشحين من السياسيين الكبار للحفاظ على ماء وجه المجلس المقبل..!

-2-

قبل نحو ربع قرن عندما كان الدكتور عبد الله النسور وزيرا للتخطيط – واعني بالتخطيط التخطيط بهيبة هذه الوزارة – كان السيد رئيس الوزراء الحالي سمير الرفاعي عشريني العمر ، سبق الدكتور عبد الله النسور وزارة التخطيط مترحلا بشهاداته الثلاث ما بين الجامعة الأمريكية في بيروت التي كان ذات حين مصنع السياسيين العرب ، إلى الولايات المتحدة ، مختتما بالسوربون وما أدراك ما السوربون..!

في انتخابات الفرز ، المجلس الحادي عشر عام 1989 ، كان الدكتور عبدالله النسور يتخلى عن منصبه كوزير للتربية والتعليم ويخوض الانتخابات النيابية ، ليحقق الفوز الوحيد على مستوى المملكة الذي تفوق فيه على مرشح اسلامي ، وهو الامين العام لوزارته ، الشخصية الإسلامية المعروفة يومها الدكتور عبداللطيف عربيات الذي صار بعدها رئيسا لمجلس النواب ، نجح الدكتور النسور بنحو عشرين الف صوت متقدما على الدكتور عربيات الفائز ايضا ، تقدم النسور على عربيات باكثر من 4 الاف صوت ، وكان فوز الدكتور النسور مفاجئا وباكتساح وهو الذي كان عضوا في حكومة السيد زيد الرفاعي التي انتهت شعبويا قبل ان يقيلها الملك الراحل، ، وجاء الدكتور عربيات بالمرتبة الثانية فيما كان بقية نواب الحركة الاسلامية الفائزين ، يتصدرون قوائم المحافظات الرئيسية يومها ، عاد وفاز الدكتور النسور بعدها أيضا بقانون الصوت الواحد ، قبل ان يفسح المجال للدكتور عبد الرزاق النسور من العائلة بدخول المجلس الذي يليه ، ثم صار بعدها نائبا لرئيس الوزراء ، وانتهى به المطاف في السبعين من عمره مستقيلا قبل أشهر من مجلس الأعيان ليخوض غمار الانتخابات ويفوز دون ادني منافسة في دائرته الفرعية إلا من تكتيك معين ضمن فوز النائبة ابو رمان معه في نفس الدائرة الفرعية ونفس الدائرة الوهمية..!

من وجه نظري الشخصية فان الدكتور النسور ، هو أهم شخصية سياسية بسيرته المهنية يدخل مجلس النواب الحالي ، والذي يعيد للأذهان تجربة مخضرمة من العمل السياسي والنيابي خلال ربع قرن حافل بالاحداث والتغيرات الوطنية والاقليمية، فكيف حجب الثقة في وقت منحها كل أقطاب الدولة الذين هم اقل منه في التجربة السياسية واقل منه في الثقل الشعبي الذي يقف وراءه ، والذي اعتمد عليه للعودة الى مجلس التشريع ومجلس الرقابة وهو في هذا السن الذي كان من الممكن ان يقبل به تقاعدا سياسيا ، لكن الرجل أبى وعاد ، وألقى كلمة في يوم الثقة بمجلس النواب تناقلها الأردنيون جميعا في عهد شحت فيه مثل هذه المواقف ..!

-3-

لم يحرج الدكتور النسور نفسه عندما حجب الثقة وهو ابن الأردن ، وابن السلط ، وابن الحكومة ، رجل دولة ورجل وطن بكل ما يحمله الوطن من هم وكل ما تحمله الدولة من آمال ، تهكم في كلمته على رئيس الوزراء الذي قال في بيانه انه يتجه الى الترشيد ، وأثخن حكومته بوزراء دخلوا المجتمع المخملي بمائة يوم – على حد تعبير النسور- وركبوا موجة الراتب التقاعدي جراء ذلك ، بل تخطاها النسور ، بسؤال لا يخطر الا ببيال ابن البلد ، رجل البلد ، باي حق يغير رئيس الوزراء في احدى عشر شهرا ثلاثة وزراء في وزارة واحدة ، يتمتعون بكل مزايا الوزراء الذين خدموا البلد ربما اكثر من عشرين سنة ، وكيف يرهق الميزانية بأكثر من ثلاثين وزيرا عاملا، وكان بالطبع رد الرئيس ، غير مقنعا لرجل بحجم النسور عندما رد عليه بالخصوص ، قائلا ان هذا الحجم من الوزراء لا يرهق الميزانية بل هو دافع للعمل الدءوب والهمة..!!!

حجب الدكتور النسور الثقة ، وهو الاحرص على البلد من قمته الى قاعه ، لم يدخل في حسابات التقايض التي دعت نوابا من القوى المعارضة مثل بسام حدادين ومصطفى شنيكات و جميل النمري ، الذي تبنوا مع قواعدهم على اقل تقدير دعم نقابة المعلمين التي نسفها الرئيس الرفاعي بالكامل في خطابه لنيل الثقة وعاوده في رده على السادة النواب..!

-4-

لا يمكن لمن يعرف تاريخ الدكتور النسور ، في ظل مجلس كهذا الذي شاهدنا ان ينظر لحجبه الثقة عن الحكومة بمعزل عن موقف سياسي حازم تجاه حكومة ، استطاعت بكل حرفية أن تجر النواب إلى منحها الثقة دون ان تغير من سياستها التي أرهقت المواطن وبدون تنازلات تذكر ، منحها السادة النواب الثقة وهم الذين هاجموا سياساتها الاقتصادية في بيانتهم وحملاتهم الدعائية التي أوصلتهم إلى مجلس النواب ، وأوصلتنا معهم إلى هذا المصير..!!!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع