زاد الاردن الاخباري -
لم تقدم الفنانة الأردنية القديرة عبير عيسى خلال مسيرتها الفنية إلا كل ما هو جدير بالاحترام وتنوعت أعمالها كثيرًا ما بين التاريخي كمسلسل "أبناء الرشيد"، و"طرفة بن العبد"، و"أبو جعفر المنصور"، و"نمر بن عدوان"، والكوميدي "حارة أبو عواد"، و"العلم نور"، هذا بالإضافة الى أعمالها الاجتماعية بدايةً من "صحوة زمن"، مع القديرة سعاد عبدالله، و"الشقيقان"، و"اختيار حواء"، و"الطوفان"، و"بقايا الرماد"، و"لحظة ضعف"، و"الليل الأبيض"، وأخيرًا وليس آخرًا "وعد لزام" في رمضان الماضي.. تحدثت إلينا بنبرة تحمل هموم فنها ورسالتها وتدل على عمق إنسانياتها وبحثها عن المضمون الهادف.. حدثتنا عن جديدها والكثير من الأمور المتعلقة بالدراما العربية عامة والأردنية خاصة.. فإلي الحوار....
* في البداية.. نرحب بكِ في "إيلاف" ونود معرفة أخبار مشاريعك الجديدة؟
- أهلاً بك وبإيلاف.. وكل عام وأنتم بخير.. لقد انتهيت من تصوير مسلسل "وين ما تطقها عوجا"، وهو عمل يتحدث عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية في قالب كوميدي وجديد.. وأجسد من خلاله دور امرأة فلاحة، وبالمناسبة هذه أول شخصية أقدمها بكركتر من هذا النوع في تاريخي الفني، وباللهجة الفلاحية، وسأظهر بدور المرأة "الحِشرية"..
وهناك عمل آخر مع بداية العام الجديد في أبوظبي باسم "بيارق العرضا"، وهو مسلسل بدوي، لكنه سيقدم بمضمون مختلف ومخالف عما قُدِّم من أعمال بدوية، ويناقش المسلسل أهم قضايا المجتمع كأهمية الأرض والعِرض، وهو عمل سيحمل في خطوطه عددًا من الإسقاطات والمحاور الجميلة، وأجسد فيه زوجة شيخ العشيرة التي تساند زوجها في غيابه وفي أصعب الأمور..
* صرحت في وقت سابق بأن الفن "كذبة كبرى".. ما الذي دفعكِ لقول هذا خاصة بعد عطاء مثمر ونجاحات عديدة؟ وما السبب وراء هذا التصريح الغريب؟
- حتى هذه اللحظة أنا أردد هذه الكلمات، وأعيد ذِكْرَها عبر صحيفة كل الوطن العربي "إيلاف".. "الفن كذبة كبرى"، والدليل أن العالم أو المشاهد العربي نسي الفنانة المصرية "سعاد حسني"، وجعلوها في عالم الذاكرة بالرغم من أنني شاهدت عددًا من المواقف الإيجابية كحب الجمهور.
ولكن وللأسف حتى هذا الحب ستطويه الأيام، وتخيل أن هناك نجومًا كبارًا، وهم الآن بعيدين عن الشاشة، أين هم من الإعلام؟ وأين هم من الرعاية؟ وأتمنى ألا أكون في هذه المواقف أبدًا، ولذا أردد هذه الكلمات لكي لا أصدم في يوم ما..
* هناك عدد من النجوم اقتحموا عالم الإنتاج.. لماذا لا تتخذين هذه الخطوة لتحقيق بعض شروطك؟
- لن أدخل هذا العالم أبدًا، لأني لن أجد من يتقبل شروطي، ولأن من أهم شروطي في دخول هذا المجال هو وجود النص الجيد، وللأسف هناك كم هائل من النصوص والأعمال التي لا تستحق أن تعرض على المشاهد العربي، فهناك نصوص خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا كعرب، وحتى الدين لا يقبل بمثل هذه الأعمال، بالإضافة إلى أمر آخر وهو فرض الآراء والأسماء بجانب نوعية الإنتاج وقيمته، ففي عالم الإنتاج كثير من الأسماء تُفرض عليك، وهذا أرفضه لاقتناعي بما لدي، ولذلك تجدني مبتعدة عن مسألة الإنتاج..
* لماذا لا تفكرين بالهجرة الفنية إلى مصر أو سوريا مثلاً؟
- لأن "أهل الدار أولى بأهل الدار".. وبالطبع أقبل أي عمل عربي ، وهذا تعاون مشترك وجميل، ويندرج ضمن التعاون العربي، ومثل هذه الأعمال أرحب فيها، والحمد لله قدمت عددًا من الأعمال العربية في تاريخي الفني الذي يمتد على مدار 33 عامًا، ولكني لم أفكر أبدًا بالهجرة الفنية كون وطني له الأحقية في رسالتي الفنية..
* هل ترين أن الدراما البدوية الأردنية بدأت تفقد مكانتها الريادية لصالح الأعمال السورية والخليجية؟
- الأعمال البدوية شيء مختلف عما يُقدَّم من أعمال، والعمل الجيد هو من يفرض نفسه على المشاهد، والدليل نجاح "رأس غليص" وغيره من الأعمال البدوية، والأعمال البدوية الأردنية أبدًا لم تفقد مكانتها، وما نشاهده من نجاحات لأعمال بدوية في الخليج وغيرها يعود الفضل فيه للأعمال البدوية الأردنية، فهي أساس الأعمال البدوية في الوطن العربي، ولا أحد ينكر ذلك أبدًا..
* هل صحيح أن الدراما الأردنية بدأت في الانحدار خاصة وأنها كانت طرف منافس؟
- لا أسمح بكلمة "انحدار" أبدًا؛ لأن أزمة الخليج أثَّرت جليًّا على الأعمال الأردنية، ولكنها عادت في سنة الألفين، وبدأنا ننتج كمًّا هائلاً من الأعمال، ولو عُدنا إلى السابق لم تكن هناك منافسة إلا بين الدراما المصرية والأردنية..
* في رأيك.. أين الدراما الخليجية ؟
- مع احترامي للدراما الخليجية ، لم يكن لديها زخم في الأعمال مثل الأردن ومصر، فالأردن كانت في يوم من الأيام توزع أعمالها على جميع القنوات، ولكن الدراما الكويتية متطورة جدًّا، وتنافس حاليًا وبقوة..
* في نهاية حديثنا.. بعد 33 عامًا من العطاء الفني، ماذا تقول عبير عيسى للمشاهد الذي يعشق فنها؟
- أتمنى من الجمهور العربي أن يقول كلمة: "لا" للأعمال التي لا تحمل أي مضمون، وللأسف فهناك أعمال بمثابة السم تُقدَّم للمشاهد خاصة أن الإعلام يلعب دورًا خطيرًا في مثل هذه القضية.. وتحياتي لإيلاف وقرائه في كل مكان بالوطن العربي.. وكل عام وأنتم بخير...
عن صحيفة ايلاف