لن أكون كغيري من الشامتين بحكوماتنا العتيدة التي خرج عليها وليست هي المرة الأولى او الأخيرة بعض الساسة والنواب ممن كانوا يتلقون منها كل الدعم والمؤازرة في معاركهم الانتخابية على مستوى البرلمان او المجالس البلدية أو حتى تغطيتهم وعدم مسائلتهم في قضايا فساد واعتداء وبلطجة اعتادوا ممارساتها في وضح النهار وبغطاء رسمي كان يبرر لهم تلك المفاسد لأقول أن حكوماتنا تستحق أن يخرج عليها الناس كلهم كما خرج عليها أولئك النفر القلائل بعد أحداث مباراة ألفيصلي والوحدات ، وقد استغل أولئك الأفراد تلك الحادثة ليمتطوا ليس جياد الناس فحسب بل يمتطوا ظهورهم أيضا للوصول إلى تحقيق مكاسب سياسية لم تنفعهم أصلا في مواقف عدة ويوجهوا اتهامات باطلة بحق رجال الدرك والأمن ووصل البعض الى وصف رجال الدرك أنهم كاليهود ! وحين سؤل احدهم عن مقالته تلك أمام محطات التلفزة والناس جميعا قال وبكل وقاحة وإقليمية حاضرة في ضميره أنها مقولة تنتشر في الأردن قاصدا أنها تهمة توجه دوما إلى رجال الأمن او الدرك في البلاد ! ويوصف نفسه بالمواطن الأردني الذي يحب بلاده ! متجاهلا أن رجال الأمن والدرك قد واجهوا معظم الناس في البادية والقرى على خلفية المشاجرات التي كانت تجري بين أفراد المجتمع بهدف بسط الأمن والاستقرار وتطويق تلك الأزمات ولم يفكر احد بنعتهم ووصمهم بتلك المقولة السافلة التي أطلقها نائب الوطن العتيد !
كثير هم الشامتون بسياسة الحكومات التي جعلت من بعض الفاسدين والمراهقين العابثين الساعين وراء مصالحهم النفعية على حساب الوطن شخصيات برلمانية أو شخصيات عامة يعرفها الناس وتتلقى دعم الحكومات في كل محفل انتخابي كان او تعيين في إحدى مناصب الدولة الرفيعة ، فقد خرج هؤلاء من رحم تلك الحكومات الفاسدة التي رعتهم مراهقين مغامرين يخترقون مؤسساتنا ويدمرونها لغايات نفعية فكبرت أجسادهم وألسنتهم على الطعام الفاسد الذي تجرعوه من أموال الوطن ، والحكومات تعتقد واهمة أنها تربي رجالات ينفعونها وينفعون الوطن إذا ما اشتد بها الخطب فقاموا يعظ اليد التي جعلت منهم رجال دولة وساسة يتناقل الناس أخبارهم ! وسقطوا في أول اختبار بسيط لم يدركوا قدرة الدولة على تطويقه وتطويعه بالطرق السليمة ، فأنبرأوا يهاجمون رجال ألأمن والدولة ووزارة الداخلية وجعلوا من تلك المصادمات قميص عثمان بهدف تحقيق مكاسب نفعية لا علاقة لها بانتمائهم او حبهم للناس فطغت تلك الحادثة على انتمائهم وولائهم للوطن الذي لم يحبوه ولن يحبوه طالما أنهم يحملون في دواخلهم تلك الرؤى اللعينة تجاه الوطن .
وبعد ، فقد أصاب الحكومات وعلى مدار سنين عديدة سؤ اختيار رجالات لا يعبأون بالوطن إلا بمقدار ما يحققوه من مصالح آنية ونفعية ، فقد مر على بلادنا شخصيات وأسماء عديدة وصلت إلى ارفع الدرجات والوظائف وكانوا يديرون حتى مؤسسات الوطن العامرة ويقحمون الوطن بمفاسد وأفكار اقتصادية وسياسية تورطنا بها ولم نعد قادرين على الخروج منها ، ومن ثم ينهالون علينا بالتهم والافتراءات بعد ان يخرجوا منها ، ولا زالت سياسة الحكومات تنتقي منهم الكثير بهدف إجراء تسوية ومعادلة او رضوخا لتهم نتلقفها تحت مسميات الوحدة الوطنية والحقوق السياسية والتمهيد لتقاسم الوظائف والسلطات الممهدة لوطن بديل والذي قد لا يرى النور قبل عشرين عاما إن كنا متفائلين بقدرة الحكومات على صده !! وحتى لو حصل وتكبدنا عناء الوطن البديل فليس هم أولئك الرجال الأصلح لتقاسم السلطات وقيادة المؤسسات حتى لا تتكرر المفاسد والأخطاء وتنهار البلاد وتصبح عرضة أن تضاف غدا إلى وطن بديل أخر في قطر عربي جديد !!!
فلنعد العدة لرجال حكماء أصحاب تاريخ بالنزاهة والنظافة إن كنا نخشى على الوطن او الوطن البديل ان تحقق !! وحتى ذلك الحين فعلى الحكومات ان تعي وتتبصر في اختيار من تراه مناسبا لخدمة الوطن ممن لم ولن يعظوا أبدا بطن هذا الوطن حتى لو جاعوا اوظمأوا او ظلموا !!