بعد طول صمت والاكتفاء بمتابعة المسلسل التركي العشق الممنوع ومحاولتي لمعرفة إذا ماكانت سمر سوف تهرب مع مهند ، وجدت نفسي وبعد أن بعدت عن الاحداث التي تمت مساء يوم الخميس الماضي داخل مجلس النواب محاولا أن اتعامل مع الامور بكل روية وسعت صدر ،ووجدت ان ما تم هو معركة ساخنة الوطيس تقاتل بها رجال مع رجال وتم خلالها استخدام كل انواع الاسلحة اللفظية العنيفة الغير مقصودة ومحارم الحرير الناعم ، وقبلات التودد على الخدود والجباه ، ومدت الايادي التي ما لامست التراب يوما وبكل نعومة نيفيا للتصافح ، كل ذلك كان لضرورات المشهد السينمائي الذي أصر المخرج سمير الرفاعي على عمل السيناريوا والحبكة وتحديد الابطال الخيرين والرجال الشريرين به ، وكان لابد من وجود كمبارس كثر وذلك لما تتطلبه المشاهد من تحركات للمجاميع ذات اللباس الموحد والمكون من بدلات وربطات عنق وساعات لامعة براقة ، وأوكلة مهمة المساعدة في تحريك كل هذه المجاميع البشرية لمدير الاستويودهات ومنسق المعارك فيصل الفايز الذي أبرز مهاراته الكامنة وخبراته المميزة في ادارة دفة الامور لصالح العملية الاخراجية ، ومما يميز هذا الفيلم الاردني القصير جدا أنه اعطى للجميع وقتهم للظهور على شاشة السينما وكل واحد مهنم ادى دوره بكل مهارتة بعد تجربة الاداء الناجحة التي قاموا بها خلال التحضير للفيلم ، وخصوصا انهم مارسوا هذه التجربة بين جمهور حي ومن احداث تمت من خلال تلفزيون الواقع الاردني ، اذا استطاع هؤلاء الكومبرس ان يبدوا مهارتة عالية وخلال اقل من دقيقة امام شاشات التلفزيون الاردني في اقناع الناس بأنهم قادرين على اداء دورهم السينمائي دون الحاجة للمزيد من البروفات ، وجاءت الاحداث الدرامية للفيلم كما اراد المخرج الفذ ذو التجربة القصير العمر في العمل السينمائي ، والذي استطاع أن يبرهن أن شباك التذاكر ليس دائما هو المقياس الصحيح لنجاح اي تجربة سينمائية بل لابد من التركيز على النهايات السعيدة دائما ، لأنه وخلال مسار العمل وتتابع المشاهد لايستطيع المشاهد أن يميز الواقع عن التمثيل ويصعب عليه أن يحكم على الاحداث من خلال لقطات متتابعة وسريعة ، بل ان الامر يتطلب منه أن يكون صاحب خبرة جيدة في الربط بينها وبين تجاربه السينمائية السابقة في المشاهدة ، وكون الجمهور قد مارس هذه التجربة في متابعته لأفلام سينمائية كثيرة فهو دائما يرغب بالمزيد من الاحداث التي تحتوي على العنف الناعم والحريري ، وبما ان الهدف من انتاج هذا الفيلم ليس المردود المادي وانما تسجيل المشاركة الاردنية المميزة في التاريخ الانساني الديموقراطي السينمائي ، فليس من العيب أن تكون تكاليف الفيلم عالية ومردوده المالي قليل لأن المهم هو المشاركة ، وحسب تصريحات المخرج الفذ ومدير الاستوديوا للصحافة : أن النهايات السعيدة هي الاساس في اي عمل سينمائي ، ولكن دائما غلطة الشاطر بعشرة والغلطة هنا أن الفيلم لم يكن ثلاثي الابعاد والجمهور كان يلبس نظارات ثلاثية الابعاد وكانت الرؤية مشوشة وارجع السبب في ذلك لجهل الجمهور بقواعد العمل السينمائي وعدم متابعته للإعلانات التي سبقت الفيلم والتي كانت تشير وبخط صغير اسفل البوستر الاعلاني إلى أن طريقة المشاهدة والاستمتاع تعود لشروط المخرج ؟؟