جأني هاتف من هيئة شباب كلما الاردن في يوم خير ماطر من موسم عز فيه المطر يطلب مني التهيىء نفسيا والاستعداد للسفر مع شخصية مهمة وبدءا يجول بخاطري من ستكون هذه الشخصية؟ وزيرا هو أم رئيسا للوزراء؟ وبقيت مشاعري في مستواها المعتاد لم تبارح مكانها وتوالت الاحداث وانكشف المستور وتغيرت الامور, حينها فقط تسارعت دقات قلبي وتدفق الادرينالين يجوب في عروقي موقظا كل أحساسي واضعا أياه في أعلى درجات التأهب والاستنفار, هل فعلا سيتحقق حلمي و سأكون رفيقا لقدوتي و أعز الناس الى قلبي جلالة الملك عبدالله الثاني, هل سأفابله شخصيا وجها لوجه واتحدث اليه واعيش معه بعض من أهم لحظات عمري حاولت جاهدا السيطرة على جماح مخيلتي للأستعداد الذهني لهذه الرحلة الى بروكسل .
وبدأت جولتنا الرسمية في بروكسل وانطلقنا للمحافل الدولية المختلفة وكلما انتهينا من لقاء غمرني شعور العزه والبرياء أكثر و أكثر لما نلاقيه من احترام وتقدير واهتمام كبير بنا وكان الكل يتحدث عنا كدوله من مصاف الدول المتقمة بعطائها وتطلعاتها وقيادتها وجيشها, وكنت أسير مفاخرا مرفوع الرأس بفضل القيادة التي حملتنا الى هذا المستوى من الاحترام والتقدير.
وجأ اليوم الموعود الذي سنقابل فيه الملك الشاب الانسان جلالة الملك عبدالله الثاني وجاء موعد العشاء مع جلالته وجرت الترتيبات وأخذ كل منا الكرسي المعد له وبقي كرسي واحد شاغر بجانبي فقلت بنفسي لعله للوزير الفلاني ولم أزد على ذلك حتى قطع أفكاري ذاك الصوت وهو يعلو بيننا جلالة الملك واذ بجلالته يدخل وعمت هيبته المكان وأخذت من أنفسنا مأخذا وتعاظم الامر في نفسي أكثر عندما شغر جلالته ذال الكرسي ولم أتمالك مشاعري وبدأت تقفز الافكار مني في كل اتجاه, وفي غضون ثوان هدأت مشاعري وترتبت أفكاري بسبب حنكت وتواضع سيد البلاد, حيث أخذ يسألني عن حالي وعن عملي وعن أوضاعي وأسرتي وعن الشباب وما يحتاجونه وعن كل ما يهم المواطن حيث كان يعلم تفاصيل الامور
وكان يتحدث معي كأني أحد أبنائه حتى شعرت براحة لا توصف وحافز لا حدود له حتى قمت بطرح الأفكار عن قضايا الشباب حيث أشاد جلالته بأفكاري و أستمر الحديث مع جلالته ما يقارب الساعة حيث شمل الحديث قضايا ومستقبل وهموم وتطلعات الشباب, وشعرت مجددا بكم نحن محظوظين في المملكة الهاشمية بملكنا الذي أشار أكثر من مرة بأن أمله كبير بالشباب بأن جلالته متفأول بمستقبل الاردن, حينها فقط ادركت حجم التحدي وعظيم المسوؤلية التي القاها الملك القائد علينا نحن الشباب فكانت خلاصة هذه الزيارة أنتم الأمل أنتم جيل التغير والغد المشرق بكم ومن خلالكم نستطيع أن نبني الدوله الاردنية الحديثة والقوية دولة المؤسسات والعلم والصناعات دولة الخير والعطاء والحرية.
تعجز المشاعر ويعجز الكلام عن نقل حقيقة اهتمام جلالته فينا كشباب لكن استطيع ان انقل لكم ان الامل يحدو جلالة القائد في كل شاب فينا في التغيير وتفجير الطاقات ونغض الغبار لبناء أردن قوي بشعبه وقيادته فكونوا عند حسن ظنه وكونوا جنده الاوفياء فلا عذر لنا نحن الشباب للتقدم والانجاز ونحن في بلد جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الشباب.