بداية يعد الأردن من الدول المميزة بالحصول على رخصة القيادة التي يجتاز الممتحن امتحان صعب للحصول على رخصة للقيادة والتي تجيز له قيادة مركبته بكل يسر وسهولة.
وتعد السيارة من النعم التي سوف نسأل عنها ولا يجوز أن تصبح النعمة نقمة.
فهي عصب الحياة كالماء والكهرباء وبدون المركبة لن نتمكن من الوصول لأماكن عملنا فالمركبة تنقذنا من الإرهاق ومن الانتظار المبرح للوصول للباص أو الهم الأكبر لاستخدام المواصلات الأخرى
فنحن نفتقر للمواصلات المنظمة فلا قيود ولا مواعيد دقيقة والمزاجية لانتقاء الركاب تزهق الأرواح.
عداكم عن السرعة والاستهتار بأرواح البشر فمن يركب المواصلات العمومية بعضها طبعا يلزم بكتابة وصيته ويفكر باختيار قبره وماذا يكتب على شاهد قبره فتشعر للحظة بأنك تقلع بطائرة نفاثة بدون أجنحة ولا أحزمة أمان.
وهنا تأتي نعمة المركبة الخاصة لما لها من حسنات وميزات.
فهل يعقل لشاب لم يتجاوز الحادية والعشرين استخدام مركبة تكلفتها أكثر من شراء شقة بمنطقة راقية.
وعداكم عن مصروفها الباهظ الثمن وتكاليف صيانتها
يتوجب على هذا الشاب أو الشابة احترام المشاة التي تمشي على الأرض وإفساح المجال للعبور والمرور والتوقف عند الإشارات الإرشادية التي تلزمه الوقوف للمشاة.
فالدول الأخرى تلزم الوقوف بكل الأوقات للمشاة وذوي الاحتياجات الخاصة ويعاقب القانون عند عدم الالتزام بالوقوف التام ويكون العقاب صارم.
والمفارقة العجيبة بأننا شعب مثقف ولكن لا بد من وجود بعض العابثين
فهل يصح لشاب أو شابة تحطيم القوانين والدساتير بقيادة مركبتهم بجنون واستهتار وزهق أرواح الأبرياء على خطوط المشاة.
وهل يجوز للأهل شراء مركبة بمبالغ طائلة لأولادهم الحديثين القيادة وإعطائهم الضوء الأخضر
للسهر المضني لمنتصف الليل لهواً ومرحاً بالشوارع بدون حسيب ولا رقيب.
وهل يجوز قيادة المركبة بسرعة قصوى دون التفكير بحجم المخالفة وإقناعنا بإلغائها بمجرد هاتف لأحد المعارف،،،، طبعا هذا الكلام غير منطقي وخصوصا بالأردن ولكن هذا كلام فقط للمباهاة والمفاخرة.
فالقيادة لها مواثيق وقوانين فالقيادة(أخلاق و ذوق و فن) والقائمين والعاملين بدائرة السير حريصين كل الحرص على إعطاء رخصة القيادة لمن يجتاز الامتحان بنجاح فقط
والقول من بعض الناس بأنهم يستطيعون الحصول عليها بدون الوصول لدائرة السير مغلوط
والأشخاص الذين يرافقوك لدائرة السير يلبسون النظارات السوداء ويجيزون لك رخصة الموت المجاني زورا وبهتانا ينتظرون حصولك على الرخصة بجدارتك يقنعك بأنه دفع مبلغ من المال لحصولك على رخصة القيادة لابتزازك فقط فهي لعبة قذرة وسمعة سيئة فهي بكل المقاييس
لعبة حظ يا بتصيب يا بتخيب
ويبقى السؤال العجيب هل يصح لهذه الفئة المستهترة قيادة مركباتهم على أجساد العباد
مطلقين العنان للأغاني الهابطة وبصوت مرتفع يزعج الأموات قبل الأحياء
مع الحاشية المنتقاة من نفس الفئة وإطلاق الكلمات النابية للمارة وعدم احترام المشاة
عداكم عن السرعة القاتلة والمباهاة أمام العباد وتعنتا منهم بإخافة المشاة بزوامير مزعجة
والاقتراب منهم قصدا بإشعارهم بالرهبة.
وهنا يأتي دور الأهل بتغيير مسار وتفكير أبنائهم قبل ضياعهم وموتهم على الطرقات
فكم من شاب فقدنا الأعوام السابقة نتيجة الإهمال والسرعة الجنونية وما زلنا لغاية الآن نجيز لأبنائنا الموت المدعوم برخصة قيادة مجانية فقط للموت.
لنجعل من هذا العام خالي من الموت تحت عجلات المركبات ونعمل جاهدا على عدم فقداننا أعز ما نملك ونحافظ على نعمة الخالق من أبناء ومن ممتلكات.
هذا المقال إهداء إلى روح الشاب( السيد سليمان) الوافد المصري الذي توفى بحادث سير بمنطقة الجاردنز وهو على الرصيف هذا الشاب قدر له الموت بالغربة له طفل عمره ستة أشهر لم يشاهده بعد وبنت عمرها سنتين رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
والله ولي التوفيق
هاشم برجاق
الموقع الخاص بالكاتب هاشم برجاق
www.hashem.jordanforum.net