زاد الاردن الاخباري -
كتب : علاء الذيب - لم يعرف بعد من هي الجهة التي تحرك الرأي العام على بعض المسؤولين ، وتأجيج الشارع عليهم ، وخاصه في ظل مطالبات الشارع ان يكون هناك مسؤولين من التيار المعارض لوضع الافكار التي يتبنوها من اجل العملية التشاركية في صنع القرار.
الا ان الحال مختلف كثيرا في الاردن ، فتجد ان هناك اصواتا تطالب بالاصلاح واختيار بعض المصلحين في دوائر صنع القرار ، ومن ثم يسلطون الضوء على النقد البناء والغير بناء بمهاجمة من طالبوا بوجودهم.
وزيرة الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات ، كتبت الالاف من المقالات والتحليلات خلال مسيرتها الصحفية ، وكانت من اشد المعارضين دائما وابدا لاي قرار يؤثر على المواطن، وهو شيء ايجابي لا يختلف عليه اثنان .
غنيمات وقفت مع زملائها بوقفة احتجاجية طالبت بها النقابات المهنية ورفعت شعار معناش ، وهو امر جيد ومقدر لها، وبعدها تم اختيارها لتكون وزيرة في حكومة الدكتور عمر الرزاز الذي تحدث ان الضغوط التي تتعرض لها الاردن هي من تدفع احيانا باتخاذ قرارات صعبة على المواطن ، ولنكن اكثر انصافا فان حكومة الرزاز لا تتحمل نتيجة ترهل الحكومات السابقة والتي كبدت الخزينة كل هذا الدين وارهقت موازنته.
الشارع بشكل عام لا يميز بين رأي شخصي وبين رأي حكومي ، فخروج الوزيرة غنيمات على وسائل الاعلام وتصريحها بقرارات اتخذتها الحكومة هو راي حكومي وليس شخصي ، وعندما تتبنى رأي مغاير لما كتبته او نشرته يحق لنا ان نهاجمها على اقوالها وليس على اي شيء اخر.
لا اعلم كيف لنا ان نقبل على انفسنا ان ننتقد الوزيرة للون مناكيرها او قصة شعرها ، وهذه حياتها الشخصية التي يرفض اي انسان من اي انسان اخر التدخل بها ، ولكن للاسف هناك من يؤجج ويثير الشارع ، كي تبقى البوصلة منحرفة عن سياقها المطلوب .
غنيمات جاءت بافكار محددة لتطوير الاعلام ، وصرحت مرارا وتكرارا ان الاعلام له الحرية في النشر ، ولم تخالف تصريحاتها هذه مع رأيها الشخصي الذي حملته بافكارها طوال سنوات قد مضت.
لكن اليوم الشارع لم يعد يعرف ماذا يريد ، كل ما يرغب به ان ينتقد دون وضع الحلول او تقديم الاقتراحات ، والصحيح ان وجود غنيمات بالحكومة امر جيد ويساعد في حلول اكثر جدية وواقعية.
تركيا الدولة القوية والتي ما زالت تزداد قوة ، احد اسباب نجاحها ان من يعارض نهجها يقدم الاقتراحات كي تشهد تطورا اكثر ، ومن ينتقد وزيرا على عمله يقدم ما لديه من مقترحات كي يصبح الوزير اكثر مسؤولية وقوة.
نريد ان نكون اكثر قوة ، الشعارات الرنانة ليست الحل ، نريد ان نصنع قوة من تلقاء افكارنا تأخذ بنا الى بر الامان ، والى المثبطين من العزائم نقول؛ ان اغلب الشعوب تقدما تحاسب رؤساء حكوماتها على المقترحات التي تقدم وليس من خلال الشعارات والهتافات.
نريد اردن قوي ومسؤولين اقوياء لنصل الى بر الامان ، لا ان نكون سببا في التأجيج دون فائدة تذكر ، ونعارض من اجل ان يقال اننا معارضة.