لم يعرف التسعيني الحاج ابو علي أن إرتفاع اسعار البنزين والبندورة والملابس سيجعل منه إنسانا مراهقا يبدأ حياته من جديد وانه سيصبح في عز الريعان الشبابي عندما سيرتدي ويعود الى بدلة السفاري الرمادية و يتخلى عن قيادة سيارته المرسيدس الخمرية ويستبدلها بـــ حمار الجيران لقضاء جزء من احتياجاته اليومية على الرغم من تقدم سن الحمار و عدم قدرته على مواكبة التطورات الحديثة و الاسعار المرتفعة التي تغزو وطننا الحبيب.
لم يكن يعرف الحمار يوما بأن هناك وقت عصيب ســـ يمر على الاردنيين يحتاجونه فيه بعد ان تخلوا عنه سنوات عديدة الى حد الاحتقار. هنا في قريتي الحبيبة \"دير السعنة\" أصبح العناء واضحا على ختيارية الحارة الفوقا من التنقل الى الحارة التحتا لزيارة العنايا الامر الذي دفعهم للتفكير في شراء بعض الحمير لسد حاجتهم
فكانت البداية صعبة من اجل العثور على الحمار الاول لا سيما وان أسعار الحمير قد ارتفعت أيضا عالميا مع ارتفاع برميل النفط فاصبح سعر الحمار يتجاوز الــ 70 دينار و يختلف سعره حسب القرية التي يعيش بها و حسب الاسلوب المهذب الذي يلقاه عدا عن لونه و طبيعة شعر البطن فيه هل هو ناعم أم خشن و كأننا نعرف بأن هناك يوما سيأتي سنحضن فيه الحمار أبو شعر ناعم.
يقول بائع الحمير بأن الأقدار شاءت و الاحوال ساءت مع حماره منذ ان ارتفعت الاسعار فلم يعد للحمار أي كيان يحترم بين الناس فأصبح لا يشرب الماء المفلتر كما كان وان الوجبات السريعة الغير مطبوخة جيدا قضت على معدته ...فمسكين والله يا حمــــــار أبو شعر ناعم!
المهم في الامــــــــر أن هناك جاهة كبيرة ربما يقوم بها وجهاء و شيوخ من حارتنا الى دار أبو فرحان الذي يمتلك تسع حمير من أجل تخفيض أسعارها و عقد صك بين الطرفين يتعهد به ابو فرحان بعدم رفع اسعار الحمير مهما ارتفعت اسعار المحروقات. الا ان هناك بعض البنود قد تؤجج الطرف الاخر ومنها:-
1-أن تتعهد الجاهة بتوفير البندورة كغذاء اساسي للحمير
2-عدم تعنيف الحمير واشعارها دائما بالراحة
3-المحافظة على رونق الحمار في كل المحافل و الحقول
4-احترام مشاعر الحمار و توجيبه أثناء الركوب
5-إستبدال شتمه بــ الهيش يا حمار بــ حي أصلك يا أبو إحمير
6- دفع مائة دينار نقدا قبل الشراء كرسوم تأمين
شاط العديد من كبار الجاهة لبنود أبو فرحان و أولاده و علت أصواتهم و تشابكوا بالعصي و الحجارة لإعتقادهم أن ابو فرحان قام بتهميش الجاهة وانه لم يكن أهلا للعشائرية السمحة فتم ترتيب موعد آخر تكون فيه الحمير طرف اساسي للتفاوض مع كبار الجاهة و بالفعل إستطاع كبير الجاهة ان يقود الى حارته التسع حمير و هي في قمة الفرح و السعادة بعد أن توصلوا لطريق إعتذروا فيه للحمير عن كل ما لحقهم من مضار من بني البشر و خصوصا من أبناء حارة الضبع و تعهدوا لهم بأن يكونوا عند حسن ظنهم جميعا وان لا يستخدموهم لا للركوب ولا للتنقل ولا حتى للحراثة...... و حـــــــــي أصلك يا أبو إحمير !!!!!!!
بقلم :- محمود موسى الهياجنة
أبو راشد
صاحب المقال الشهير الذي نعى فيه زر البندورة
والذي طالب بإستبدال المعلمين الاردنيين بمعلمين بنغال وهنود!!
0776919616