زلزال .. يضرب مؤتة والمزار

م-اكثم الصرايرة

هذه الصورة يا إخوان ليست لمدينة في أفغانستان أو الصومال، وليست صورة من قديم الزمان ، وليست لمدينة أصابها زلزال أو ثار فيها بركان أو أتاها الطوفان ودمرها الإعصار،
إنها صورة حديثة لأحد شوارع بلدية مؤتة والمزار
هل تصدقون يا إخوان!
وهل ترون حجم الدمار!
شوارع مدمرة مهترئة يعلوها الغبار قد شقت بطونها فخرجت أحشائها وأمعائها إلى الخارج شاهدة عيان على سوء التخطيط والتنفيذ في هذا الزمان. راعني ما شاهدت من صور دمار و خراب، وسألتهم عن أسباب هذا الوضع ومن هو الذي قلب شوارعهم رأساً على عقب وجعلها حرثاً و حطام ،
فأجابوني بأن هذا ليس فعل التتار أو الزلزال، بل من تصرفات مقاول الصرف الصحي المغوار ، الذي فتك بشوارعهم ودمرها وحولها إلى أشلاء و بقايا اثأر.
قالوا لي أن هناك مركبات سقطت في تلك الحفر وأن المياه ترشح منها وأنها أصبحت بحيرات ودَوا لو تستغلها البلدية لاستثمارها كمسابح شعبية بين البيوت قل نظيرها، وانهم لا يستطيعون التجوال بحرية و كأنهم تحت حصار .

لا أعرف لماذا هي الجهة المسؤولة عن هذه الكارثة ما تزال صامتة للآن، ولماذا لم تتخذ إجراءات سريعة لتصليح ما يمكن إصلاحه و إعادة ترميم المكان، وإعادة الحياة لهذه الشوارع قبل أن يدخل فصل الشتاء بأمطاره و ثلوجه فيزيد من تعقيدات الوضع ويصعب من أوضاع السكان.
لماذا لا تجبر المقاول الذي تسبب بهذا الوضع على أن يعمل ليل نهار حتى يصلح أخطائه التي غفلوا عنها ولم يراقبوه حتى وقع الفأس بالرأس، أم أنه لا يوجد هناك جهة مسؤولة تعترف بمسؤوليتها خاصة بغياب مجلس البلدية الذي حل بقرار رسمي!
أين محافظ الكرك ؟
أوليس حماية أرواح الناس وممتلكاتهم التي تضررت بهذه الحفريات من مسؤولياته وهو الحاكم الإداري ؟
أين رئيس اللجنة المحلية المشكلة لتسيير أمور البلدية؟
أين هم نواب اللواء؟
أين هم أبناء مؤتة والمزار ولماذا لا يقوموا بأي خطوات مسموعة كالاعتصام أمام المحافظة أو مجلس النواب ؟
لا أعرف لماذا هذا التخاذل والتقاعس عن إنقاذ شوارع مؤتة والمزار؟
ألا يشفع لهما أنهما مدينتين أردنيتين تاريخيتين تحويان من الآثار الدينية والمقامات ما يؤهلها لتكون مناطق جذب سياحي ؟
ألا يشفع لهما وجود جامعة مؤتة فيها بجناحيها وبطلابها الذين يأتونها من كل أنحاء المملكة؟
ألا يشفع لها أنها أرض معركة مؤتة ؟
هل ذنب سكان هذه المناطق أنهم ليسوا من سكان عمان ؟
هل ستبقى محافظاتنا مهمشة معدمة منسية ؟
هل ستبقى الخدمات محصورة بأهالي عمان ؟
هل سيبقى الأردن هو عمان ؟؟؟