بقلم: شفيق الدويك - هيوستن
حالُ معظم العاملين في مؤسساتنا ، في مقدمتهم أولئك غــير المتملقين منهم !، مثل أي كائن حي أو شيئ جرفته أمواج البحر الى شواطئ ... المؤسسة التي قُسم له أن يعمل فيها وبقي على الوضع أو الحالة التي وصلها. بعبارة أُخرى حالهم و حال أسرهم و جيرانهم، بالطبع، على حطة أيدك !
كثير من العاملين في مؤسساتنا، المغلوب على أمرهم، يتساءلون و بصورة مستمرة:
- هل هناك من مؤسسات في الوطن تُطبّق مضامين ما قد تعلموه في الجامعة من مفاهيم، حالات، نظريات، مصطلحات و مواضيع إدارية و غير إدارية دُفع عليها تكاليف مادية و غير مادية يصعب حصرها مثل: توليد الأفكار الخلاّقة و المبادرة، المسار الوظيفي، تحقيق و قياس الرضا الوظيفي، أسس التقييم السنوي الفعالة، خلق الولاء المؤسسي، كيفية بناء الأهداف و تحقيقها ، برامج تحفيز العاملين، رعاية الشخصية القيادية، قياس الإنتاجية، إدارة الجودة الشاملة، تحقيق الكفاءة و الفاعلية، الشفافية، توكيد الجـــودة، الإدارة بالأهداف، التخطيط الإستراتيجي، الإعتمادية، خدمة ما بعد البيع، إدارة علاقات العملاء، إدارة معدل دوران العاملين و غيرها، و
- ما جدوى دراسة ما لا يُطبّق إلا بصورة شبه نــادرة في معظم مؤسساتنا ؟
- متى سيُطبق ما قد درسوه لتتحقق الإنتاجية القصوى و من ثم العدالة و تحسن مستويات دخول الأفراد و يكون هناك جدوى لما درسوه و تابعوه و حرق البقية الباقية من أعصابهم ؟
يحاول كثير من المسؤولين التهرب من التساؤلات السابق ذكرها و المراوغة و المناورة، أو تبرير عدم التطبيق الى أن هناك فرق كبير بين ما هو نظري و ما هو عملي أو ما يسمى بأرض الواقع، و بأن دولنا غير متقدمة و من الصعب تطبيق كل ما دُرس، و قد غفل أولئك المسؤولون عن حقيقة أن التوصل الى النظريات قد تمّ ويتم بعد إجراء أبحاث ميدانية، أي على أرض واقع المؤسسات و أن العالم قد أصبح قرية صغيرة و بأننا على قدر كبير من الكفاءة، التأهيل والمقدرة على الموائمة، التكيّف و التطبيق.
وعلى ضوء ما تقدم، يُعزي كثير من الخبراء و المراقبين و المطلعين و الدارسين أسباب ضعف الإنتاجية لدينا و تدني جودة منتجاتنا من سلع و خدمات، و إرتفاع نسبة ما يُهدر من مصادرنا و مدخلات العمليات الإنتاجية ، و تدني عوائد العاملين (الذي بدوره يولّد حالات الإحباط النفسي الذي يعاني منه معظم الناس) الى التفريط بما قد توصل اليه الآخرون من نتائج باهرة، رغم أنه متاح لدينا، و عدم تطبيق ما قد ورد في مقدمة هذا المقال من مداخل و أدوات و أفكار و ...
و... بالنتيجة ، للأسف، يُترك معظم المرؤوسين و من لهم علاقة قرابة بهم أو حتى جوار على حطة إيدك !!!
من يقرع الجرس لنرى \"حملة طبّقـــوا\" ، و لكي نتخلى عن مقولة \" فالج لا تعالج\" ؟؟؟
لقد توكلنا على الله و قرعناه. فهل من مجيب؟ آمل ذلك .
shafiqtdweik@yahoo.com