زاد الاردن الاخباري -
نقلت اوساط إعلامية عن رئيس الوزراء الاردني الدكتور عمر الرزاز تعبيره عن الأمل في رؤية “يافطات” تحمل شعارات مؤثرة وهتافات لها علاقة بقضايا وطنية يوم غد الخميس.
وبدا ان الرزاز لا يعترض على دعوات التحشد مساء الخميس تحت إطار حملة معناش الداعية لإسقاط حكومته.
وخلال لقاء بينه وبين نخبة من ممثلي الحراك الشعبي نقل عن الرزاز القول بان حرية الرأي والتعبير السلمي مكفولة دستوريا .
كما نقل عنه القول بانه يأمل بمشاهدة يافطات تتحدث عن قضايا وطنية عامة وطروحات بنفس الإطار
ويمكن القول ان الدكتور عمر الرزاز نجح في شق صف الحراك الشعبي ولو مؤقتا، حينما استثمر بذكاء وحنكة دعوة عدد من الناشطين الى دار رئاسة الوزراء محاورا اياهم للمرة الأولى في تاريخ الحكومات الاردنية.
الرزاز المسكون بهاجس الشعبوية، لم يتوقف عند اللقاء بالحراكيين الذين يطالبون باقالة حكومته والاستماع لمطالبهم فقط ، وانما تجاوز ذلك الى دعوة الاردنيين الى المشاركة في تظاهرات الخميس ورفع الشعارات التي يريديون والهتاف بما يشاؤون دونما الاساءة او التطاول على حد تعبيره.
يدرك الرجل الذي يحاول ان يستعيد بعضا من شعبيته المتهاوية ، ان استضافة حراكيين من مستويات مختلفة في دار الرئاسة يعني ضمنيا اعترافا حكوميا صريحا بهم وبتأثيرهم، لكن هاجس الشعبوية الذي يسيطر على تفكيره يجعله اكثر اهتماما بصورته لدى الشارع الذي سيسجل له انه اول رئيس وزراء يلتقي بالداعين لاسقاطه.
بعض المتربصين بالرجل حاولوا القول وهم يشاهدون الرزاز يستمع مرغما الى تعليقات قاسية بحقه وجها لوجه، انه يحاول تقليد الرئيس الفرنسي ماكرون في طريقة تعاطيه مع احتجاجات اصحاب " السترات الصفراء".
لكن اخرين يعتبرون ان الاخراج السيء للقاء واقتصاره على شخصيات ليست قريبة جدا من الحراك بل على هامشه زادت النقمة الشعبية ، ووسعت دائرة الاتهام لتطال بعض المحسوبين على الحراك بانهم يسعون للمناصب والتوزير.
النتيجة التي خلص اليها مراقبون ان لقاء الرزاز بالحراكيين لم يخرج باي قرارات تذكر ما يؤكد رغبة الرجل بالاستعراض والاستعراض فقط وتسجيل المواقف الشعبية.
النتيجة الاكثر اهمية التي توصل لها الرزاز نفسه ان الشارع لم يعد يقاد من خلال الاحزاب والنقابات ، وبالتالي فان محاولات البحث عن قيادات او صناعتها للتحاور معها مجرد عبث ومضيعة للوقت.
ادرك الرزاز بعدما استمع للحراكيين حقيقة ومعنى المقولة الشهيرة : آن لأبي حنيفة ان يمد قدميه، فما سمعه لم يتجاوز الخطاب العاطفي بلا افكار منظمة ولا مطالب واضحة.
لكنه ادرك ايضا ان الحراك الاردني متعدد ومتشعب ومستوياته وسقوفه مختلفة لا يمكن السيطرة عليها بحوار سريع دون تقديم تنازلات.