زاد الاردن الاخباري -
رغم المشاركة المتواضعة لكرة القدم العربية في بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا ، سيظل عام 2010 محفورا في أذهان الجميع وفي سجلات كرة القدم العربية على مدار التاريخ بعدما شهد إنجازين تاريخيين، جاء الاول في مطلع العام، والآخر في نهايته.
جاءت بداية عام 2010 تاريخية بكل المقاييس، حيث عزز المنتخب المصري موقعه على عرش كرة القدم الأفريقية وحقق إنجازا لم يحققه فريق قبله في القارة السمراء بعدما توج بلقب كأس الأمم الأفريقية في أنجولا ليكون الثالث له على التوالي (رقم قياسي) والسابع في تاريخه (رقم قياسي أيضا).
وقبيل نهاية العام، أحرزت قطر نصرا غاليا لكرة القدم العربية ولمنطقة الشرق الأوسط عندما انتزعت حق استضافة بطولة كأس العالم عام 2022 بتفوق واضح على باقي الملفات المنافسة لملفها على طلب حق الاستضافة.
وما بين إنجاز الفراعنة الرائع والنصر القطري المدوي شهدت المنطقة العربية، وكرة القدم العربية، العديد من الأحداث المثيرة خلال العام الذي اوشك على الرحيل.
ورغم فشل أحفاد الفراعنة في حجز مكانهم بنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والنهاية الحزينة التي تعرض لها الفريق في عام 2009 بعد مواجهته مع المنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة بأم درمان على بطاقة التأهل للمونديال ، جاءت بداية 2010 في غاية السعادة للمصريين.
توج المنتخب المصري بلقب كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا عن جدارة واستحقاق بعدما أطاح في طريقه بأكثر من فريق عنيد حيث تغلب على نظيره النيجيري في الدور الأول ليتصدر مجموعته التي ضمت أيضا منتخبي بنين وموزمبيق ثم تغلب الفريق على نظيره الكاميروني (الأسود غير المروضة) في دور الثمانية قبل أن يثأر لنفسه من المنتخب الجزائري بالتغلب عليه في المربع الذهبي بأربعة أهداف.
وفي نهائي البطولة ، لعبت خبرة المنتخب المصري بقيادة نجومه أحمد حسن (الصقر) ومحمد أبو تريكة وغيرهم دورا كبيرا في حسم اللقب بالتغلب 1/صفر على المنتخب الغاني المفعم بالشباب.
وبذلك ، رد أحفاد الفراعنة اعتبارهم بعد الإخفاق في تصفيات المونديال وتوجوا باللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخهم حيث كانوا فازوا بهأعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 .
واستفاد المنتخب المصري من هذا اللقب في إنهاء عام 2010 بالمركز التاسع في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على الرغم من البداية السيئة للفريق في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012 المقرر إقامتها في غينيا الاستوائية والجابون.
وبينما حقق المنتخب المصري داخل الملعب ، جاء الانتصار القطري خارج المستطيل الأخضر، فكان الانتصار الأبرز في عام 2010 بالحصول على شرف تنظيم مونديال 2022 لتكون المرة الأولى التي تنظم فيها البطولة العالمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي بلد عربي، او إسلامي.
خاض الملف القطري منافسة شرسة مع ملفات من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ولكنه تفوق عليها جميعا ونال حق الاستضافة بفارق كبير من الأصوات على الملف الأمريكي في الجولة الأخيرة من عملية التصويت.
لاقت عملية التصويت التي جرت في زيوريخ في الثاني من كانون ثان/ديسمبر الحالي انتقادات واسعة واتهامات عنيفة بسبب منح حق الاستضافة إلى قطر في مونديال 2022 وإلى روسيا في مونديال 2018 .
ولكن الفيفا ورئيسه السويسري جوزيف بلاتر دافعا بقوة عن الاختيارين اللذين منحا حق الاستضافة إلى منطقتين جديدتين لمحو المناطق الشاغرة على خريطة استضافة البطولة العالمية.
وما زال الجدل دائرا حتى الآن وينتظر أن يستمر لفترة طويلة بشأن إقامة البطولة في الشتاء بدلا من فصل الصيف في قطر للهروب من قيظ الصيف إلى درجات الحرارة المعتدلة في الشتاء.
ولكن تبقى الحقيقة التي لا تقبل التغيير وهي أن قطر ستحتضن فعاليات كأس العالم عام 2022 .
وفي 2010 نالت بطولة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) اهتماما بالغا من جميع الأوساط الكروية وغيرها في منطقة الخليج العربي حيث أقيمت البطولة في ضيافة اليمن للمرة الأولى ووسط موجة من القلق بشأن الهواجس الأمنية ولكن هذا القلق والمخاوف التي سبقت البطولة تبددت تماما على مدار نحو أسبوعين أقيمت خلالهما مباريات البطولة.
كانت "خليجي 20" دليلا دامغا على الصحوة التي تعيشها الكرة الكويتية حاليا حيث توج منتخبها (الأزرق) بلقب البطولة للمرة العاشرة في تاريخه والأولى منذ سنوات طويلة.
واستعادالأزرق بريقه في خليجي 20 واستحق الفوز عن جدارة بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول ثم أطاح بنظيره العراقي من المربع الذهبي قبل أن يتغلب على الأخضر السعودي في النهائي المثير.
حققت خليجي 20 عدة أهداف أخرى لبعض المنتخبات المشاركة فيها حيث استعدت هذه المنتخبات بشكل رائع قبل أسابيع قليلة من المشاركة في نهائيات بطولة كأس آسيا 2011 والتي تستضيفها قطر في كانون ثان/يناير المقبل.
وعلى مستوى الأندية ، نجح فريقا الاتحاد السوري والقادسية الكويتي في بلوغ المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأسيوي وكان اللقب من نصيب الفريق السوري، في حين لم يحالف الحظ الفرق العربية في بلوغ النهائي بدوري أبطال آسيا.
وفي أفريقيا ، استحوذت الفرق العربية على ثلاثة من أضلاع المربع الذهبي في دوري أبطال أفريقيا حيث بلغت فرق الأهلي المصري والترجي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري الدور قبل النهائي بدوري الأبطال لتدخل في منافسة شرسة مع مازيمبي الكونغولي حامل اللقب.
ولكن مازيمبي حسم الصراع في النهاية لصالحه بالتغلب على الشبيبة في المربع الذهبي، ثم على الترجي في النهائي ليتوج باللقب الأفريقي للعام الثاني على التوالي ويتأهل أيضا للعام الثاني على التوالي إلى كأس العالم للأندية في أبو ظبي.
كان مازيمبي مفاجأة مونديال الأندية بأبو ظبي، حيث وصل للمباراة النهائية ليصبح أول فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل لنهائي البطولة.
وفرضت الفرق العربية هيمنتها بشكل أكبر على بطولة كأس الاتحاد الأفريقي (كأس الكونفيدرالية) حيث شهد المربع الذهبي للبطولة وجود أربعة فرق من دول عربية هي الفتح الرباطي المغربي والصفاقسي التونسي والاتحاد الليبي والهلال السوداني.
كان اللقب من نصيب الفتح الرباطي بالتغلب على الصفاقسي في نهائي البطولة.
حمل المنتخب الجزائري بمفرده راية الكرة العربية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وقدم الفريق عروضا رائعة في الدور الأول ولكنه خرج صفر اليدين من الدور الأول بعدما خسر أمام سلوفينيا صفر/1 وتعادل مع إنجلترا سلبيا وخسر من المنتخب الأمريكي صفر/1 .
--د ب أ