أريد أن أكتب عن الرصيفة، سأستهل
الكتابة بنقل خبر منشور في “الرأي” صباح اليوم، لحظة كتابتي هذا
المقال:”يشكو سكان الرصيفة من انتشار عشوائي لمحلات (نتافات) الدواجن بين
الأحياء السكنية....”.
وفي الرصيفة (110) محلات (للنتف) بحسب احصائية أعدتها البلدية مؤخراً.
هذه مقتطفات حرفية من الخبر، ولا أنسى أن أشير إلى أن رئيس البلدية أكدّ
أن نهاية العام الحالي سيشهد افتتاح مسلخ يتم فيه جمع (النتافات) كلها.
لديّ إلمام بهذه المسألة..
مسألة (الناتف) و(المنتوف) فـ(الناتف) هي الماكنة التي يتم (مَعَطْ) ريش
الدجاج عليها و(المنتوف) هو الدجاجة التي يتم وضعها في ماءٍ مغلي قبل
عملية (النتف).... وهناك أنواع من النتافات منها اليدوية والتي يجب أن
تمسك الدجاجة من الأرجل لحظة (النتف) ومنها الآلية والتي يتم من خلالها..
نتف الريش دون الحاحة إلى تقليبها.
زمان وقبل دخول (النتافات) كانت عملية تنظيف (الدجاج) تتم عبر
(المَعَطْ).. فحين يخرج (حسنين).. الدجاجة من الماء المغلي يقوم بمعط
ريشها مستعملاً يده.. وهذا الأمر كان يأخذ وقتاً وأتذكر أن (حسنين) كان
يناديني كي أساعده في (المَعَطْ) من أجل سرعة تسليم الزبائن.. وأحياناً
كان يعتمد على قاعدة تجارية تقول: “كل زبون يمعط فرختو”.
ما زال صوته يرنّ في أذني فقد قال لي مرة : “ايه يا ابني انت واقف ليه ما تجي تمعط دجاجتك”.
لكن مع التطور.. دخلت (النتافات) مضمار الدواجن وانتهى زمن (المَعَطْ).
بناءً على خبراتي التراكمية في هذا المجال أجزم أن بلدية الرصيفة وان قامت
بمنع (النتافات) داخل حدود البلدية... فهي ستكون مخطئة تماماً، فالدجاج
(المنتوف) أو (الممعوط) هو البديل الطبيعي للحم... وبالتالي أظن أن الأمر
سيخلق أزمة شرائية لدى السكان.
أتذكر مارسيل خليفة فله أغنية تقول: “نتفوني عَ الحدود آل بدّن هويّه”.
ترى متى يحين دوري على (النتافة) لا أعرف..؟.
أظن أن من أطلق المثل التالي “الديك الفصيح في البيضة بصيح” مخطئ تماماً.. فالأصل “الديك الفصيح عَ النتافة بصيح”.
أعيد السؤال.. ترى متى يحين دوري؟!.
hadimajali@hotmail.com