ها هو عام آخر يمضي بما حمله من أحزان بفقد أحباب أو بعض الفرح بما حضر على هذه الارض ولكن الذي ميَز هذا العام هو غضب الرب على عباده من مختلف الاديان وتمثل ذلك الغضب بثورة الطبيعة على من فيها من بني البشر تعبيرا عن الاستياء مما يقترفوه بحق هذه الطبيعه وآلاء الله لعباده .
وقد تجسد هذا الغضب على شكل سيول وفياضانات وحرائق وتلوث مياه البحار والانهار وتغير في المناخ والجفاف والثلوج وغيرها من الظواهر الطبيعيه التي لم تستطيع الدول مواجهتها منفردة وقد طال هذا الغضب المسلمين والمسيحيين واليهود فمن الفياضانات في باكستان المسلمه الى تلوث المحيط في امريكا الى حرائق غابات الكرمل وما بينها من مصائب وكوارث وكانت المصائب التي سببها الانسان اعظم من تقتيل وتدمير وحروب وتشريد واهانات لمخلوقات الله على الارض من نساء واطفال وشيوخ .
وتتجلى وقاحة الانسان عندما يدَعي انه سيصلي صلاة الاستسقاء لطلب الرحمة من الله ليسقيه الغيث أفبعد كل هذا الفسوق والعصيان والجحود والنكران تطلب من الله الرحمة لأنه الرحيم الغفار أما كان يجدر بك ايها الانسان ان تنظف نفسك من النجس والمعاصي قبل ان تطلب الصفح والغفران والماء أما كان يجدر بك ان تتوب توبة نصوح وان تصدق مع نفسك قبل ان تصدق مع خالقك لكي يتقبل منك الله التوبه ويغفر لك .
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (صدق الله العظيم
وقد ميزنا الله عن باقي البشر بأن انزل رسالة الأسلام على الرسول العربي محمدا عليه الصلاة والسلام وانزل القرآن الكريم باللغة العربيه فماذا ننتظر حتى نفهم القرآن ونتبع الهدىأيها المسلمون يجب علينا أن نستمع استماع منتفعا إلى قول الله تعالى) فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى* ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا* ونحشره يوم القيامة أعمى* قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا *قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى( صدق الله العظيم
ليكن العام الميلادي الذي بمضي والعام الهجري الذي مضى قبل ايام درسا وعبرة لنا للعودة الى الطريق القويم علَ الله يرحمنا ويتقبل صلا تنا ويسقينا الغيث ويخفف البلاء عنا انه سميع مجيب
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 31/12/2010