زاد الاردن الاخباري -
يشكو سكان في منطقة باير بالبادية الجنوبية التي تضم إحدى أهم مواقع استخراج الحجارة البيضاء للبناء في المملكة من قيام شركات ومعامل تحجير خاصة بسرقة الحجارة من المنطقة المملوكة لخزينة الدولة والتي تشكل واجهات عشائرية.
وأشاروا إلى حدوث مواجهات ليلية بين قوات الأمن وأحيانا أبناء المنطقة مع هذه الشركات في مسعى لوقف ما يقومون به من اعتداء على أراضي الدولة، خصوصا وأن تلك المناطق تشكل واجهات عشائرية لأبناء البادية الجنوبية.
وأشاروا إلى أن هذه الشركات تقوم بعمليات تحجير واسعة النطاق في مناطق ومساحات واسعة في المنطقة الصحراوية وتحصل على الحجارة بكميات كبيرة بلا ثمن وتقوم ببيعها للمواطنين في العاصمة وبقية مناطق المملكة بمبالغ مالية كبيرة ما يوفر لها أرباحا خيالية.
وأكدوا أن أبناء المنطقة وسكانها بجهودهم الذاتية لا يستطيعون منع هذه الشركات والمعامل من استخراج الحجر الأبيض، في الوقت الذي تقوم به هذه الشركات باستباحة المنطقة من دون تراخيص أو أذونات رسمية من أي جهة كانت. وتقع منطقة باير في أقصى شرق محافظة الكرك بحوالي 130 كم شرقي الوادي الأبيض وتضم أودية تحوي كميات كبيرة من الصخر الأبيض المستخدم للبناء. ويؤكد مهندس مختص بأن عمليات استخراج الحجارة البيضاء بلا ثمن من منطقة باير وبكميات كبيرة من قبل الشركات ومعامل التحجير في عمان يدر مبالغ مالية تصل إلى عشرات ملايين الدنانير سنويا لارتفاع أسعار هذه الحجارة في سوق البناء، في الوقت الذي تحرم فيه خزينة الدولة من مبالغ مالية كبيرة نتيجة تساهل الجهات الرسمية في هذه القضية التي تشكل اعتداء واضحا على المال العام.
ويؤكد عوض العقيلان أحد وجهاء وسكان منطقة باير أن عمليات التحجير ممنوعة في المنطقة باعتبارها منطقة مراع للمواشي، إلا أن أصحاب الشركات ومعامل الحجارة يقومون باستخراج الحجر الأبيض من دون تراخيص رسمية من الجهات الرسمية. ولفت إلى قيام الشركات بتدمير المنطقة بسبب عمليات التحجير الفوضوية والتي تجري أحيانا في الليل خوفا من دوريات البادية وحرس الحدود والشرطة. وطالب العقيلان الجهات الرسمية بوقف الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين وتحصيل أثمان آلاف الأطنان من الحجارة التي تستخرج كل يوم من المنطقة لمصلحة كبار التجار وأصحاب المحاجر.
ويصف الشيخ خلف أبو نوير المنطقة التي يتم استخراج الحجر منها في باير بأنها تعرضت للتدمير تحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية، مشيرا إلى أن أبناء المنطقة هم الأكثر حاجة إلى العمل في هذه المنطقة وليست شركات التحجير الكبرى. واعتبر أن منطقة باير تشهد سرقة مواردها الطبيعية وهي ثروة وطنية لكل الأردن من قبل متنفذين وأصحاب مصالح كبرى لا يعنيهم أهل المنطقة والآثار السلبية الكبيرة لاستخراج الحجارة بشكل عشوائي.
وطالب أبو نوير الجهات الرسمية بأن تسمح لجمعية أبناء البادية الجنوبية بأن تملك حق استخراج الحجارة وتوفيرها للشركات بشكل رسمي، ما يؤدي إلى استفادة المنطقة وأبنائها منها وتنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا، عدا عن توفير مبالغ مالية كبيرة لخزينة الدولة. من جهتها أقرت سلطة المصادر الطبيعية بوجود عمليات استخراج للحجارة البيضاء في منطقة باير من دون تراخيص رسمية من قبل شركات ومعامل، وذلك بحسب نائب المدير العام المهندس درويش جاسر. وأكد المهندس جاسر عدم وجود أي ترخيص لعمليات تحجير في المنطقة من قبل السلطة لمقالع الحجر أو الشركات، لافتا إلى أن السلطة قامت قبل شهرين بإبلاغ مديرية الأمن العام بوجود عمليات استخراج حجر من دون ترخيص، حيث تم إلقاء القبض على بعض الأشخاص وتوقيفهم وإحالتهم للمحكمة.
من جهته أشار مدير البيئة في محافظة الكرك المهندس هيثم العضايلة إلى أن المديرية لا تسمح بأي عمليات استخراج للحجارة من دون تراخيص رسمية، وذلك بسبب التلوث البيئي الذي تسببه، مؤكدا قيام فرق المديرية بعمليات كشف على المنطقة. وأشار إلى أن المديرية ستقوم بمخالفة أي شخص يقوم باستخراج الحجارة من دون ترخيص وإحالته للجهات المختصة وفقا للقانون.