بقلم : عمر بني ارشيد
ها نحن نودع عاما آخر من أعوام العمر ونستقبل عاماً جديداً، ما يزيد على خمسمائة ألف دقيقة من العام المنقضي ودعناها، ما أسرع انقضاء الأيام وانقضاء الشهور والأعوام ! كيف مضى عام بهذه السرعة ؟ في الأمس كنا في أول العام ونحن اليوم في منتهاه، وسيدخل عام غيره، هل ذهبت بركة الأوقات ؟ أم هي علامة من علامات الساعة ؟ يقول الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث اخبر عن تقارب الوقت في آخر الزمان :\" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار\" سنة كاملة بأيامها وساعاتها ودقائقها انقضت، وهل انقضاء الأعوام يزيد في أعمارنا أم ينقصها؟؟ أحصلت على تقويم عام 2011 حيث سنضعه كما وضعنا تقويم عام 2010 فوق مكاتبنا أو علقناه على حوائطنا، انه مليء بالأوراق وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة حتى لا يبقى منه في نهاية العام إلا الجلدة.. هكذا هو العمر، مجموعة أيام، مجموعة ساعات، مجموعة دقائق.
وبعدها نندم على ضياع الوقت وعدم استغلاله بالشكل المطلوب، لذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول \"اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك\" فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، فيا نفس لماذا الكسل والتواني والعجز والتراخي؟ ألا تريدين أن يقال لك ادخلوها بسلام امنين.
لذلك فان ذهاب عام ومجيء أخر يستدعي منا الوقوف مع أنفسنا وقفة جدية للمحاسبة، والحرص على استغلال الوقت لان الوقت هو رأس المال، فما دمت قادرا على امتلاك رأس المال فأنت قادر على تحقيق الربح في الدنيا والآخرة.
اللهم اختم لنا عامنا بخير.. واجعل عواقبنا إلى خير.