معتصم مفلح القضاة
لا يخفى على مطلع ونحن نعيش في أوج الانفتاح السياسي والإعلامي أن طريق الدولة الأردنية أصبح أوضح من الشمس في وضح النهار، إذ بدت معالم الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية جلية للجميع، يتحدث في تفاصيلها القاصي والداني، للوهلة الأولى تشعر أنك أمام مجتمع مثالي في الثقافة والإطلاع، وبعد قليل تجد أن الجميع يعاني ويتأفف جراء الضيق المعيشي، في زاوية أخرى من زوايا عمان تجد بعض المظاهر الشاذة عن قيم وسلوكيات مجتمعاتنا العربية، وفي قرية من قرى الأردن الواسع تشعر وكأنك تعيش في زمن غابر وأن ركب عمان منه بعيد جداً.
ولو قدر لفنان أن يعبر عن معالم دولتنا بريشة وألوان زيتية مستخدماً معالم التضاريس المعتمدة في علم الجغرافيا، لأضاف في لوحته سهولة الحياة لدى البعض بأوسع من سهول حوران، وصلابة التحمل لدى الآخرين تضاهي صلابة جبال رم، وجمال أيام وليالي آخرين كجمال عجلون والسلط، في حين أن وعورة كسب العيش لدى فئة كبيرة ستكون بضخامة ووعورة جبال الوطن العربي قاطبةً.
ولو قدر لشاعرٍ أن ينظم قصيدةً تحاكي أحوالنا، لوجدت في المدح أبياتاً وفي الذم عشرات وفي الغزل آهات أما الفراغ فصفحات ومجلدات، لوجدت النفاق عنوان عريض والنهب سيله يفيض، ولفاضت عيون وقطعت جيوب، من جهة أخرى من زاوية القصيد لسمعت قهقهات وعلت ضحكات، لتحسب أن جمع الحاضرين عاهات.
دولة الرئيس:
إن معالم الأردن واضحة، وما عاد الوقت يتطلب الكثير من الشعارات والسياسات، انه الوقت المناسب لتنفيذ الشعار الذي رفع ناقصاً ( على قدر أهل العزم ) ليتحقق الجواب ( تأتي العزائم ).
إن كنتم من أهل العزم فأرونا عزائمكم ولا تسمعونا شعاراتكم.
وإن كنتم من أهل العزم فتحسسوا أردن النهضة والطموح.
وإن كنتم من أهل العزم فأرونا من عزمكم ما يشبع الجائعين.
وإن كنتم من أهل العزم فاجعلوها برداً وسلاماً على كل الأردنيين.
وإن كنتم من أهل العزم فانصروا المظلومين.
وإن لم تفعلوا من ذلك شيئاً فسلامٌ على ألآخرين .