مشهدٌ واحدٌ يتكررُ نهاية كل عام!!كلٌ منّا يجلس مع نفسه يعتصرُ الماضي ذكرى ذكرى.... تنزفُ عيوننا دمعاً على أناسٍ ذهبوا ...منهم من أغراه السفر ظاناً أن سكر المال سينسيه مرارة الغربة، منهم من ذهب وتركنا ننتظره على قارعة الذكريات،ومنهم من ذهب ولم يعد!!فالحياة خطفتهم منّا كاسرةً أجنحتنا بفقدانهم...
تستمر حالة الضعف لدينا وتعترينا ملامح الحزن مع فنجان قهوةٍ يحتسينا قبل أن نحتسيه، مع كل رشفةٍ يزدادُ الألم ليدخلنا في عالمٍ آخر...
هكذا تولدُ الكلمات ... بنزف حبرٍ على أوراقٍ مبعثرة تجمعُ تاريخ ماضينا...من حسنِ حظنا أن الحياة لا تتركنا نسهو كثيراً مع أنفسنا...ومن حسنِ حظنا أن اختياراتنا تجبرنا عليها سخرية أقدارنا!!
هذه هي وذاك هو ...كلاهما ينتظر...كلاهما يبحث عن مخرجٍ من مأزق ولكنهما لا يدريان أن المخرج هو نفسه ذات المأزق!!
ماذا سيجري لو لم يكن هناك تاريخ؟ ماذا سيجري لو عدُّ العمر بأجمل اللحظات؟ ماذا سيجري لو أن هناك التقاءاٌ لأرواحنا بأرواحهم بعد موتهم؟ لا،لا، ماذا سيجري لو لم يكن هناك موت؟ لو لم يكن هناك كذب؟ ماذا سيجري لو جرى كل هذا؟سيكون واقعا من بنائي..
يالَ غبائي! أأظنُ أن الواقع تؤام الخيال ليتفقان؟
تستمرُالتساؤلات إلى أن نصحو على دقة أجراس الساعة الثانية عشر..ليتَ كل ألمٍ ينتهي في تمام هذه الساعة! تدقُ الساعة لينتهي بنا المشهد بأن نمسحَ دموعنا ونلملمَ تشتتَ أنفسنا لنظهر تماسكنا بقوةٍ مخيفة! فعامٌ آخر مضى وهذا عامٌ جديد ولكن!!
طابَ عامُكم.