أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة أثناء النهار مع بقاء الأجواء باردة نسبياً هل باتت غزة قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار على غرار لبنان؟ رئيس الوزراء يوعز بتأمين مسكن للحاجة وضحى المحاميد: مشروع الناقل الوطني في مرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع تنفيذه في منتصف العام2025 ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟ .. إليك المشهد كاملا النعيمات يطمئن الجماهير بعد خروجه مصاباً البيان المشترك للقمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الرابعة في نيقوسيا أزمة سلاح وعتاد .. الوجه الآخر لقبول إسرائيل تسوية بلبنان سفيرة الأردن السابقة بواشنطن .. الآلة الإعلامية الإسرائيلية نجحت بإيصال معلومات مغلوطة برودة الطقس ترفع أسعار "دجاج النتافات" 20 قرشا للكيلو. الفايز من على طاولة أبو رمان والمعايطة : أناشد الاخوة في الخليج أن يكونوا سنداً للاردن طهبوب تمطر الحنيفات بـ 11 سؤالًا .. ! أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو) الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الوطني وحقه في البحث عن المعلومة مرسوم مفاجئ لعباس حول "شغور" منصب رئيس السلطة .. ما وراءه؟ وفد أمني مصري يتوجه إلى الأراضي المحتلة المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مناطق غرب حلب اميركا: الجيش اللبناني غير مجهز للانتشار من اليوم الأول حزب الله : أيدي مجاهدينا ستبقى على الزناد الجيش الإسرائيلي: ضربنا 12500 هدفا تابعا لحزب الله خلال الحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عسكرة الخطاب الإسلامي

عسكرة الخطاب الإسلامي

31-12-2010 11:49 PM

محمود أبو فروة الرجبي
علينا ان نعترف ان هناك في الغالب عسكرة واضحة للخطاب الإسلامي بمختلف مستوياته الفردية، والعامة، والإعلامية، وان هذا الأمر يعطي صورة غير جيدة عنا في الخارج، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى شحن فئات معينة من شبابنا –خاصة- بطريقة سلبية، تجعلهم يقعون أحيانا ضحايا لجهات استخباراتية عالمية، توجههم بطريقة غير مباشرة، لخدمة أغراض غير بريئة، أو تدمجهم في دوامة التكفير، والدخول في عنف غير مبرر مع أجهزة دولهم، فيقعون هم وغيرهم من الأبرياء ضحايا لمعركة لا تستفيد منها الأوطان أبدا.
وهذه العسكرة تأخذ اشكالا عديدة، أولها تقديم التاريخ الإسلامي للناس مختزلا بالغزو، والحرب، والمعارك، والتركيز على الشخصيات التاريخية العسكرية، وإهمال الشخصيات الأخرى التي قدمت إنجازات هائلة على مدى الألف وخمسمائة سنة الماضية، وهذا الخطأ الذي يقع فيه صانعو الخطاب الإسلامي قديم، ابتدأ من تاريخ كتابة السيرة النبوية حينما تم التركيز فيها على الجانب العسكري في حياة الرسول –ص-، ومهملين الجوانب الأخرى التي أعطيت حظا ضئيلا منها، لدرجة ان من أوائل من كتبوا في السيرة، وهو ابن إسحاق – رحمه الله – أطلق على السيرة عنوان: المغازي والسير، ولمن لا يعرف فهذه المغازي هي التي كانت المصدر الأول لكتاب ابن هشام الشهير في السيرة.
أما الشكل الثاني للعسكرة فتأتي من خلال الشحن العاطفي السلبي الذي ينذر دائما بالمعركة الفاصلة، وانقسام العالم إلى مجتمعين كافر، ومسلم، وضرورة التلاقي في معركة نهائية ليهزم أحدهما – الخير- الآخر – الشر، وهذا كله يؤدي إلى اضطراب شخصية الفرد، وجعله يعيش في حالة توتر، وتأزم دائمة، تنعكس على انتاجيته، وقدرته على التفاعل مع التطورات الحضارية في العالم.
وثالث هذه الأشكال هو التحريض على الآخر، وتصويره على انه عدو، يجب اجتثاثه من جذوره، والغاؤه من الوجود، وقد يأخذ الآخر شكل أبناء الاوطان، والأديان، والمذاهب الأخرى، أو حتى المخالفين فكريا من أبناء المذهب نفسه.
ذلك كله أدى في معظم الأحيان إلى نشوء شخصية إسلامية، هاجسها الأول عسكري، وتفكيرها محصور في أحلام تفوق القوة الخشنة، متناسين ان القوة العسكرية هي في المحصلة ناتجة عن اجتماع قوة علمية، اقتصادية، ثقافية، فنية، واجتماعية، وانها تأتي تتويجا للتفوق في مختلف المجالات، وان العالم الآن يستخدم غالبا القوة الناعمة التي تحارب بالاقتصاد أولا، وتستعمل أسلحة رقمية جديدة يقف الإعلام على رأسها، مستندين إلى قوة قوة عسكرية تستخدم للردع النفسي، أكثر منها للتدخل المباشر.
وفي الوقت نفسه علينا الإشارة إلى ان هناك خطابات لجماعات، ومجموعات إسلامية تستبدل العسكرة، بقضايا أخرى، تؤدي في النهاية إلى النتيجة نفسها، وكل ذلك غير مطلوب ويجب تغييره.
الخلاصة اننا نحتاج إلى إعادة بناء الخطاب الإسلامي بجميع مستوياته، لينتج شخصية إسلامية متوازنة، تتعامل مع السنن الكونية التي خلقها الله بذكاء، ولتدرك ان للتطور والتقدم خطوات لا بد ان تقوم بها، واننا يجب ان نعيد ترتيب اولوياتنا لنضع التقدم العلمي، والحضاري، والثقافي، والفني، والأدبي في قمتها.
والمطلوب في هذه الشخصية ان تدرك ان القوة العسكرية هي وسيلة لحماية الاوطان، والدفاع عن الأمة، وهي ليست غاية، وان الجهاد فرض للغرض نفسه.
كلامنا هذا كله لا يعني اننا نريد إلغاء الجهاد، أو شطب المعارك الحربية من تاريخنا، أو إهمال الشحن العاطفي للمعارك، فكل ذلك مشروع في حدوده، ولكننا نريد ان نقدم كل شيء في اطاره، وبالنسبة المئوية التي يستحقها، وبطريقة لا نهمل من خلالها الأمور الأخرى الموجودة في الحياة، ولنتذكر دائما ان حياتنا مثل المعادلات الكيمائية، إذا زادت نسبة أي عنصر فيه، أو نقصت عن المطلوب، فإن نتيجة المعادلة ستكون فاشلة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع