لمن لا يهتم بالكرة- وهم قلة في وطننا العربي - البارسا هو اللقب المفضل الذي يطلقه عشاق نادي برشلونة على فريقهم، وقد استطاع هذا العام أن يهزم ريال مدريد في مباراة "الكلاسيكو" بخمسة أهداف نظيفة، وأهمية هذه النتيجة لا تأتي فقط من عدد الأهداف التي سجلها البارسا في مرمى الريال، وإنما كون هذه النتيجة أتت في ظل قيادة المدير الفني الأفضل عالمياً جوزيه مورينيو لنادي الريال حيث سبق لهذا المدرب أن جرّد البارسا من لقبه في دوري أبطال أوربا العام الماضي حين كان يدرب الإنتر، لذلك جاء هذا الفوز بمثابة الرد البرشلوني المناسب على هزيمة العام الماضي. من هنا لم يكن مستغرباً أن تكون إجابة شريحة واسعة من مواطنينا حول الحدث والإنجاز الأهم لعام 2010 هو هذا الفوز المدوي للبارسا على الريال.
هل وصلنا إلى هذا المستوى من الانحدار؟ هل يعقل أن تجرنا العولمة لننظر إلى إنجازات غيرنا ؟ وهل نسينا أننا دولة عربية وليست كتالونية-كتالونيا هو اسم المقاطعة التي يقع فيها نادي برشلونة-؟ وهل خلت الساحة العربية من إنجازات أو أحداث حتى نلجأ إلى الدول الإمبريالية والرأسمالية لنوهم أنفسنا بانتصارات ليست من صنعنا ؟ وهل هنالك مؤامرة غربية للتسخيف من إنجازاتنا وإيهام شباب الأمة بأن وطنهم العربي يخلو مما يمكن أن نفخر ونعتز به ؟
لقد تناست هذه الأمة بأن أحد أبنائها استطاع أن يحقق إنجازاً يسجل في تاريخها، نعم لقد استطاع أحد أشقائنا في مصر عبدالناصر أن يجعل من عام 2010 عاماً عربياً بامتياز .. عاماً دوّن فيه هذا الشاب اسم العرب بأحرف من ذهب .. عاماً أنسانا كل الهزائم المتتالية التي عاصرناها وكل الانقسامات التي عايشناها وكل المذلة التي عانيناها.. نعم يحق لنا أن نفخر بأن هذا العام استطاع الشاب المصري العروبي القومي المناضل تامر حسني الحصول على جائزة أفضل مطرب في أفريقيا .. إنه إنجاز يستحق أن ينسينا إنجاز البارسا، فشكراً لتامر وشكراً ل"حسني" و"مبارك" على الأمة العربية هذا الانتصار.
فاخر دعاس
31/12/2010